ومن المقرر ان يلقي الرئيس الحريري كلمته في الجلسة الافتتاحية والتي ستكون بمثابة ورقة لبنان الرسمية الى المؤتمر، حيث سيعرض خلالها وبشكل مفصل وواضح موضوع النازحين السوريين في لبنان من كافة جوانبه وتداعيات هذا النزوح والاعباء المترتبة منه.

وبحسب مصادر الوفد المرافق للرئيس الحريري سيطالب رئيس الحكومة المجتمع الدولي للقيام بواجباته وتنفيذ التزاماته في دعم ومساعدة لبنان والمجتمعات المضيفة على تحمل اعباء هذا النزوح، الذي تسبب بأضرار اقتصادية واجتماعية فادحة وذلك خلال السنوات الماضية ، وهو سيشير الى ان لبنان لا يزال لبنان يعاني من هذه الازمة حتى اليوم، خصوصا ان المجتمعات المضيفة تتركز في المناطق الريفية على امتداد الحدود اللبنانية- السورية، وهي اصلا تُصنف بأنها فقيرة، ولم يعد بإستطاعتها تأمين متطلباتها الاساسية من جراء اعداد النازحين، حيث اصبحت هذه المجتمعات تعتبر اكثر فقرا وحاجة في ظل عدم توفر الامكانيات الضرورية الحياتية والاجتماعية والاقتصادية لتحمل اعباء العيش حتى الضرورية.

من هنا تؤكد المصادر ان كلمة الرئيس الحريري ستؤكد على ثوابت الموقف اللبناني من ملف النزوح السوري، وستشدد على ضرورة المساعدة، وسيطالب رئيس الحكومة بدعم المجتمع الدولي للبنان بمبلغ 125 مليون دولار من اجل دعم برنامج الفقر الذي تستفيد منه عائلات كثيرة، اصبحت تعتبر فقيرة بسبب الازمات الاقتصادية التي تسبب بها النزوح، خصوصا ان هناك الكثير من اليد العاملة السورية اصبحت تزاحم اليد العاملة اللبنانية.

وتشير المصادر المواكبة للرئيس الحريري الى بروكسل الى ان لبنان سيطالب ايضا المشاركين في المؤتمر بالمساهمة بمبلغ 100 مليون دولار من اجل تمويل انشاء مشاريع تستفيد منها المجتمعات المضيفة من خلال خلق فرص عمل لها، والتأكيد على ضرورة ان يتعهد المجتمع الدولي بالالتزام ان لا يكون التمويل لاكثر من سنة، وان يتم الدفع في الوقت المحدد وعدم التأخر في صرف الاموال، وترى هذه المصادر ان طلب لبنان هو حق طبيعي له ولا يمكن لاحد ان يتنكر الى المعاناة التي يعيشها لبنان جراء هذا النزوح والازمة السورية المستمرة والتي تنعكس بشكل مباشر على الاوضاع اللبنانية على كافة الاصعدة.

وتشير المصادر الى ان برنامج الاستجابة حدد مليارين و700 الف دولار احتياجات النازحين، ولكن تلفت المصادر بأن المتوقع ان تكون المساعدات كما السنة الماضية بحدود المليار و300 او مليار 500 الف دولار.

وتعود هذه المصادر لتكشف ان الرئيس الحريري سيطرق في كلمته ايضا امام المؤتمر إلى التأكيد على ضرورة العودة الشريفة والامنة للنازحين السوريين وان يتم ذلك بالتنسيق مع الامم المتحدة، وستشدد كلمة رئيس الحكومة على ان الحل الوحيد للعودة هو من خلال التوصل الى حل سياسي في سوريا.

وتشير المصادر الى ان بيانا مشتركا سيصدر بين لبنان والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة في مؤتمر بروكسيل سيؤكد على دعم وصمود المجتمعات المحلية واللاجئين السوريين في لبنان حيث كان للأزمة تأثير هائل على لبنان ويؤكد البيان على تضامن المجتمع الدولي تجاه لبنان لمساعدته على تخفيف العبء الذي يتحمله.

من هنا تتوقع المصادر ان يحصل لبنان في مؤتمر «بروكسل2» على دعم المجتمع الدولي كما حصل في مؤتمر روما الذي عقد منتصف الشهر الماضي والذي خصص لمساعدة ودعم الجيش والقوى العسكرية والامنية اللبنانية، كذلك بالنسبة الى الدعم الذي ناله لبنان في مؤتمر «سيدر» الذي التأم في السادس من نيسان الجاري في باريس حيث كان مؤتمرا ناجحا على الصعيد الاقتصادي والاستثماري.

وكشفت المصادر ان الرئيس الحريري سيجري محادثات ومشاورات مع كبار من المسؤولين المشاركين في المؤتمر على هامش انعقاده، حيث سيبحث معهم بمجمل المستجدات والتطورات السياسية، وسيطالبهم بمساعدة ودعم لبنان في كافة المجالات.

ويرافق الرئيس الحريري وفد وزاري ورسمي يضم  نائب رئيس مجلس والوزراء وزير الصحة غسان حاصباني والوزراء مروان حمادة ومعين المرعبي وبيار ابو عاصي وعدد من المستشارين.