24-04-2018
صحف
ويشارك الوفد اللبناني الذي وصل أمس الى بروكسيل ويضم وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة ووزير الشؤون الاجتماعية بيار أبو عاصي ووزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي والمدير العام لوزارة التربية فادي يرق في جلسات وزارية تعقد اليوم للبحث في أوضاع النازحين في دول الجوار السوري، ساعياً يسعى الى زيادة المساهمات الدولية في دعم النازحين كما في دعم الدولة، في ظل تضخم الحاجات العائدة الى أكثر من مليون ونصف مليون نازح سوري يستضيفهم لبنان.
في غضون ذلك، بدا الصخب الانتخابي الذي تصاعد بقوة في الايام الاخيرة كأنه انحسر نسبياً، إلا أن من المتوقع أن تشهد ان الايام المقبلة تصاعد الاستنفار الانتخابي الى ذروته مع اقتراب العد العكسي لموعد الانتخابات في 6 أيار من نهايته. ولم تبدد الايضاحات التي أدلت بها هيئة الاشراف على الانتخابات في مؤتمرها الصحافي امس الكثير من الضجيج المتصل بموضوع الرقابة على مناخات العملية الانتخابية والانتهاكات والمخالفات والحوادث الامنية التي تشوبها نظراً الى ان هذه الايضاحات أكدت المؤكد ولم تقدم ما يزيد عن شرح مهمات الهيئة وصلاحياتها والحدود الضيقة لهذه الصلاحيات. وهو امر معروف سلفاً لمن يراجع قانون الانتخاب بكل بساطة، لكن تصاعد وتيرة الانتهاكات والمخالفات في الفترة الاخيرة وكذلك استقالة عضو الهيئة ممثلة المجتمع المدني فيها سيلفانا اللقيس ساهما في وضع الهيئة في موقع حرج نظراً الى الخلط الحاصل بين صلاحياتها التي تتصل بالاعلام والصلاحيات الرقابية التي تشمل المرشحين والقوى السياسية. وأخذ هذا البعد مداه في المؤتمر الصحافي حيث أعلن رئيس الهيئة القاضي نديم عبد الملك ان الهيئة ستتعاقد مع مدققين لمتابعة الانفاق الانتخابي والتدقيق في بيانات الحسابات الشهرية للمرشحين لكشف ما اذا كان المرشح تجاوز السقف الانتخابي. وشرح طبيعة العقبات التي اعترضت الهيئة، لافتاً الى انه ليس صحيحا ان القانون الحالي أعطى الهيئة الشكل الذي يفيد انها مستقلة وذات صلاحيات كما لفت الى تاخر الاعتمادات التي حلت مشكلتها في 13 نيسان الجاري. ونفى ان تكون للهيئة "علاقة بالمماحكات السياسية من كل حدب وصوب " مؤكدا ان الهيئة تدون كل شيء في ملف كل مرشح.
حرية المعارضين
وتركت ايضاحات هيئة الاشراف على الانتخابات انطباعات راسخة عن المسؤولية السياسية الرسمية حيال تزايد الاخطار المحدقة بصدقية العملية الانتخابية وسلامتها ونزاهتها في ظل تفاقم الشوائب والانتهاكات التي تخترق المشهد الانتخابي على نحو شبه يومي. وأثار الاعتداء على الصحافي المرشح للانتخابات علي الامين ظلالاً كثيفة على مناخ الحريات المتصل بالمرشحين المعارضين في مناطق نفوذ "حزب الله" كما على مسألة حماية هؤلاء المرشحين ما دام تبرير الاعتداء على الامين مر من دون أي تحرك فعال من السلطات المعنية، راسماً مخاوف جدية من أمر واقع يفرض احكامه في المرحلة التحضيرية للانتخابات ويرجح ان ينسحب على يوم الانتخابات نفسه. ولذا طرحت تساؤلات كثيفة عن الضمانات للوائح والمرشحين المعارضين سواء لـ"حزب الله " في مناطق نفوذه أو لقوى أخرى ترفع صوتها بالاحتجاجات منذ فترة غير قصيرة على ممارسات ضاغطة تستهدفها في مناطق أخرى بدأت تشهد ممارسات مكشوفة من حيث التضييق على المعارضين لجهات سلطوية رسمية معروفة.
وفي هذا السياق حذّر حزب الكتائب أمس من "خطورة الوقوع في فخ الفلتان الأمني الحاصل في أكثر من منطقة على خلفية الاستحقاق الانتخابي، وحمّل السلطة السياسية تبعات منح الغطاء السياسي والأمني للمعتدين". واتهم الحزب السلطة السياسية "بالاستقواء في منطقة، حيث تسارع لاستنفار أجهزتها الامنية والقضائية، للضغط والاعتقال، كما حصل مع الناشط الكتائبي الياس الحداد بتهمة التعبير عن رأيه السياسي من خلال توزيع منشور، فيما تنكفئ في مناطق اخرى عن ملاحقة المعتدين، كما حصل مع المرشح الاعلامي علي الامين، في استغلال اضافي للسلاح غير الشرعي، وذلك لضرب الديموقراطية والاعتداء على حرية الرأي والتعبير ومصادرتها".
وتعرض امس مكتب المرشح فؤاد مخزومي للإعتداء في منطقة قصقص. وأوضح مخزومي أن هذا الاعتداء ليس الاول بل سبقه تمزيقُ صور في قريطم واطلاقُ نار في صبرا، داعياً وزارة الداخلية للقيام بدورها.
ولم تغب امس ترددات تسليم رئيس اتحاد بلديات كسروان جوان حبيش مفتاح القضاء الى الامين العام لـ"حزب الله " السيد حسن نصرالله عبر مرشح "حزب الله " في جبيل الشيخ حسين اللقيس عن المشهد السياسي والانتخابي. وأفادت معلومات ان وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق طلب من محافظ جبل لبنان الاستماع الى حبيش في هذه القضية نظراً الى اثارتها ترددات سلبية. لكن السيد نصرالله سارع الى احتواء هذه القضية فقال إن "مفتاح جبيل كسروان يبقى عند الرئيس ميشال عون وعند بكركي وسيد بكركي، والسلام". وفي احتفال لدعم "لائحة التضامن الوطني" في جبيل برئاسة الوزير السابق جان لوي قرداحي قال نصرالله إن "اللجوء الى التخويف الدائم من المقاومة يجب ان ينتهي"، وكرر حرصه على "العيش الواحد وهذا ما حاولنا ان نفعله منذ عام 2006 وخصوصا في كسروان وجبيل وبقية المناطق ونحن نحرص على ان يبقى النسيج الاجتماعي متوافقاً مع بعضه، وعالجنا الكثير من المشاكل على حساب أهلنا، ولكن هناك أناس في البلد لا يريدون ان يعود العيش الواحد لان مشروعهم لا يقوم الا على العصبية الدينية والمذهبية". ووصف اتهام حزبه بالعمل على التغيير الديموغرافي "تافه"، مؤكداً ان "سلاح المقاومة يحمي البلد".
أخبار ذات صلة