مباشر

عاجل

راديو اينوما

ositcom-web-development-in-lebanon

نحو مزيد من التواضع يا سادة!

23-04-2018

مقالات مختارة

إذا كان من المبكر الانتقال في نقاش «استبصاري» حول مرحلة ما بعد الانتخابات، وترتيبات التحالفات والحكومة، وتكوّن مكتب المجلس، وأجندات ما بعد هذه الإجراءات، فإن الثابت أن مؤشرات المعارك الانتخابية الحامية الوطيس بدأت تنبئ بأن مرحلة سياسية، من الممكن ان تكون على شاكلة القوى السياسية، ليس لجهة البرامج التي طرحت في مجرى المهرجانات، وعلى منصات الكتل المرشحة، والتي تطمح في العودة إلى مقاعدها، مع ان حجم المواجهات يبدو، على خلاف طموحات رؤساء الكتل الحاكمة، على خلفية «غلطة الشاطر» الذي ذهب إلى قانون انتخاب نسبي، جعل من عدد المرشحين لهذه «المعمعة» المغرية يقترب من سقف الألف مرشّح، مع هجمة غير مسبوقة لعدد النساء الطامحات إلى النيابة.
ومن تتبُّع الخطابات لهجة، ومضموناً، وعناوين، ومحطات، يصبح من الممكن تلمس الخيط «الأبيض من الأسود» في عملية الفرز الجارية، قبل الانتخابات وبعدها:
1 - يُكرّر الرئيس سعد الحريري في محطاته المهرجانية، سواء في بيروت، أو الشمال، والاقليم، والبقاع، وصولا إلى الجنوب، أي في الدوائر الانتخابية كلها لغة، مضمونها ان تيّار «المستقبل» مستهدف، وأن اللوائح المنافسة، لا سيما القوية منها، تسعى للعودة إلى زمن الوصاية السورية، وأن المواجهة هي مع «حزب الله» وتحالفاته، سواء في الأوساط السنيّة أو المسيحية، وأن المستهدف هو العروبة والاعتدال والاستقرار.
2 - يكرّر السيّد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، ان اللوائح المنافسة، والتي تقتحم المعاقل التقليدية للحزب ولحركة «أمل» حليفه، تهدف إلى «تعرية الحزب» من جمهور المقاومة، وإحداث شرخ بين الحزب ومجتمع المقاومة.
على ان الجديد، بعد مهرجانات «الوفا لأهل الوفا» هو اقتحام حزب الله ساحة الملف الاقتصادي، من باب فشل تيّار «المستقبل» في إدارة الشأن الاقتصادي انطلاقاً من نظام المديوينة، وعدم إنجاز المشاريع، فضلاً عن خطة لمكافحة الفساد.
3 - رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل (وهو وزير سيادي في الحكومة الحالية) يسعى، من دون كلل، لإضعاف موقع الرئيس نبيه برّي في إدارة الدولة اللبنانية، بدءًا من إبعاده عن رئاسة مجلس النواب، إلى الحد من توظيف «الشيعة» في الإدارة اللبنانية والوزارات، فضلاً عن ابعاد وزيره علي حسن خليل عن وزارة المال.
تكاد خطابات باسيل عن اللوائح القوية، والتيار القوي، والرئيس القوي، والاغتراب القوي، والتحالف القوي، والتفاهم القوي، تنحصر ايضا في نقطتين: استعادة التمثيل المسيحي في الدولة، ولو على حساب الحليف المسيحي «القوات اللبنانية»، والحليف المسيحي السابق تيّار «المردة»، وسائر الشخصيات المسيحية المستقلة.. وإبعاد الفريق الشيعي، ولو من باب «التحالف مع حزب المقاومة» عن مقدرات الدولة، وايضاً من باب «مكافحة الفساد»..
4 - بند واحد، ان لم نقل وحيداً على «أجندة» وليد جنبلاط (وهو باقٍ نائب حتى 20 أيار) هو اختيار قدرة تيمور (نجله البكر) في زعامة الدروز الجنبلاطيين، من زاوية فهم دقيق للمعادلة اللبنانية وتحولاتها، بإعطاء الأولوية للتعاون أو حتى التحالف مع الفريق الشيعي، عبر بوابة عين التينة أو المصيلح أو حركة «امل» بزعامة برّي..
وتدلّ المناكفات الجنبلاطية - الحريرية على حسم «زعيم المختارة» وجهة السفينة التيمورية، الشيعة أولاً، حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً.
في الخارطة هذه، قيد التشكلُّ، ينهض محوران: محور بعبدا - السراي الكبير، (باستثناء انتخاب الرئيس برّي رئيساً للمجلس النيابي)، الذي يرغب بإدارة السلطة الاجرائية (رئاسة الجمهورية، ورئاسة مجلس الوزراء) وللمناسبة حركة «أمل» ورئيسها مع عودة الرئيس الحريري إلى السراي بعد الانتخابات النيابية..
محور عين التينة - المختارة، مع اعتبار الحزب جزءاً من هذا المحور، فضلاً عن النواب السنّة (الذي يصفهم تيّار المستقبل بمرشحي الوصاية).
في الأفق،  هذه هي الصورة، إلا ان كل شيء يتوقف على التموضع الشعبي. فهل بإمكان التيار الوطني الحر ان يتحدث عن تمثيل اقوى للمسيحيين، ان جاءت حصته بين 35-40٪ من مجمل صوت الناخب المسيحي في لبنان (وليس في بلاد الاغتراب)؟ وماذا يُمكن ان يقال عن تمثيل المستقبل للسنّة، و«الثنائي» للشيعة في قراءة أرقام التصويت، ونسب المقترعين، وجمع الحواصل؟
حاصله، «الكل ينتظر»، مزيداً من التواضع يا سادة!
ositcom-web-development-in-lebanon

مباشر

عاجل

راديو اينوما