23-04-2018
عالميات
العميد سهيل الحسن أو سهيل النمر ، كما يلقبه مؤيدو النظام، هو قائد “قوات النمر الخاصة”، التي تتشكل من نحو ثمانية آلاف مقاتل ويقال إنهم من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد.
لمع نجم “النمر” في السنوات الأخيرة، بعد تحقيقه انتصارات مهمة على فصائل المعارضة في معارك المدن الأساسية، حيث ينتهج الضابط البالغ من العمر 48 سنة سياسة “الأرض المحروقة”، كما أن قواته مسؤولة عن تدمير العديد من الأحياء السكنية وتهجير ساكنيها.
ولفت “النمر” الأنظار في الاجتماع الذي عقده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الأسد في قاعدة حميميم قبل أشهر، بحضور كبار قادة الجيش الروسي، حيث جلس الضابط المغمور في المقعد المقابل لبوتين على الطاولة، فيما غاب عن الاجتماع وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش السوريَيْن.
وبعد الاجتماع، خرجت روايات عدة تتحدث عن «النمر» باعتباره خليفة محتملاً للأسد ، وأن بوتين يعمل شخصياً على تهيئته للعب دور ما في المرحلة المقبلة.
وتأكيداً لهذه الفرضية، تناقلت وسائل إعلام مقربة من النظام السوري أخيراً خبر البرقية غير المسبوقة التي أرسلها “النمر” إلى بوتين ليهنئه فيها على فوزه بولاية رئاسية رابعة، ليرد الرئيس الروسي سريعاً على البرقية ويعد “الحليف الجديد” بمفاجأة سارة.
ولفت تقرير لقناة “الحرة” الأميركية، إلى أن تلك البرقيات والوعود وحتى مراسيم التكريم التي نالها الحسن من أصدقائه الروس خلال الفترة السابقة، كانت كلها تجري تحت سمع وبصر الأسد ، وشعوره الأكيد بأن العميد سهيل الحسن ربما بات خارج نطاق السيطرة.
في المقابل، فإن إعلام النظام يحاول أن يبرز صورة مبتذلة للنمر ويروجها عنه كسلاح وحيد للأسد، ربما للجم شعبية الضابط المغمور المتزايدة بين أنصار النظام.
وفيما يظهر “النمر” على شاشات الإعلام الرسمي للنظام بمظهر هزلي يثير عواصف من الاستخفاف والتندر، تظهر صورة أخرى يحاول الجيش الروسي إشاعتها عن حليفه الجديد.
ووفقاً لتقرير “الحرة” الذي بثته قبل أيام ويؤكد ما انفردت “الراي” بنشره في 22 مارس الماضي تحت عنوان “هل يخلف النمر الأسد في رئاسة سوريا… بأوامر بوتينية؟”، فإن رجل روسيا الجديد كان من بين أحد العسكريين السورين الذين طالتهم عقوبات وزارة الخزانة الأميركية مطلع العام 2017 إثر تورطه في ارتكاب جرائم ضد المدنيين ومسؤوليته المباشرة عن هجمات البراميل المتفجرة واستخدام الأسلحة الكيماوية في معارك المدن.
وفي هذا السياق، قال الديبلوماسي السوري السابق بسام بربلدي إن “النمر لم يكن معروفاً قبل الثورة (آذار 2011) مثلما هو عليه اليوم، إذ كان ضابطاً في الإستخبارات الجوية… وعندما صار هناك نقص في أعداد الضباط الميدانيين استفاد قادة الجيش من بعض الأشخاص الذين أثبتوا ولاءهم للنظام خلال وجودهم في أجهزة الاستخبارات وكان هو من بينهم”.
وأضاف أن “ما نراه اليوم أن هناك هدفاً روسياً أو محاولة حقيقية من موسكو لإظهار رجلها الجديد بأنه قد يكون صانع الانتصارات الذي سيوحد الجيش كله، وقد تكون هناك رسالة للإيرانيين من الروس بأن لدينا شخص قائد عسكري له شعبية من أوساط الموالين العسكريين قد يكون بديلاً للأسد نفسه، فعندما قابله بوتين في حميميم كان ذلك خرقاً لكل البروتوكولات المتعارف عليها”.
وتساءل “هل سيتم وضع الأسد بين خيارين إما أنت وإما الحسن (النمر)، أو إما أن توافق على ما تم الاتفاق عليه مع الدول الأخرى وإما فلدينا الحسن؟… هذا هو الأقرب للواقع في المستقبل”.
أما مدير “المركز السوري للعدالة والتنمية” محمد العبد الله ، فأوضح أنه جرت العادة على عدم ظهور أي شخصيات عسكرية سواء قبل سنة 2011 أو بعدها في الإعلام وألا يكون لها أي مواقف سياسية أو يسمح للقيادات العليا في الجيش حتى لو كانت من الطائفة العلوية خصوصاً بالظهور، “ولذا فإن خروج شخص برتبة عالية له وضع عسكري ميداني قوي ومن الطائفة العلوية كانت كلها مؤشرات تدل على أن سهيل الحسن شخص غير عادي”.
ورأى أن “ظهور الحسن محاولة ليست لخلق بدائل لبشار فقط، وإنما لإضعافه بجلب قيادات عسكرية عادة لا يسمح لها بصناعة القرار أو بخلية الأزمة ولا يحق لها أن تجلس في مثل هذه الاجتماعات، لتجلس بجوار رئيس النظام السوري من دون موافقته بأمر بوتيني على الطاولة، ما يعد نوعاً من الرسائل الروسية للأسد بأن الجانب الروسي هو المتحكم عملياً في القرار، وهو من يقرر من يشارك ومن لا يشارك”.
وعن وصفه لشخصية “الحليف الروسي الجديد”، قال العبد الله إن «النمر فاقد للكاريزما السياسية وأن درجة إدراكه للسياسة تلامس الصفر، وحتى عندما يظهر على الشاشات لمدة دقائق فلا يفهم منه المشاهد أي كلمة مما يحاول قوله”، متسائلاً “هل هو الشخص العسكري الصرف الذي لا يفقه أي شيء غير العمليات العسكرية واللوجستية أم هناك بروفايل آخر للنمر ممكن أن يظهر مع الوقت أو يكتشف لاحقاً غير الظاهر حالياً؟”.
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار