عيب يا جبران... تقول ان لا خلاف ايديولوجياً بيننا وبين اسرائيل، فمن اين اتيت بهذه النظرية التي لا ترضي العدو الاسرائيلي حتى، فاسرائيل تقول ان الفلسطينين وشعبنا اغتصب ارض فلسطين، وان الشعب الاسرائيلي جاء وحرر فلسطين وهي ارضه وكانت تحت احتلال فلسطيني ـ عربي، فاذا كانت اسرائيل تعتبر ان عقيدتها تتركز على ان ارض فلسطين هي ارض الشعب الاسرائيلي، ونحن نؤمن بأن هذه الارض هي ارضنا وعشنا عليها آلاف السنين، فكيف لا يكون الخلاف ايديولوجياً بيننا وبين اسرائيل. وحتى الان ورغم الايعاز الذي حصل في شكل غير مسبوق باخفاء الموضوع والكلام وهو مصوّر بالصوت والصورة على شاشة تلفزيون الميادين، فانك لم تقل لنا كلمة عما اذا ما زلت عند رأيك انه لا خلاف ايديولوجياً بيننا وبين اسرائيل ام ان هنالك خلافاً ايديولوجياً وعندها يكون لديك الشجاعة لكي تقول رأيك فاما ان تبقى مصرا على موقفك او تعتذر من الشعب اللبناني والفلسطيني وكل الشعور العربي، وكل الشهداء الذين منذ 75 سنة قتلتهم اسرائيل لتنفيذ الايديولوجية التي تعتنقها.
لم تفعل، غطّاك الجميع، حتى حزب الله قام بتغطيتك وتجاهل الخبر في كل نشرات اخباره، وهو موضوع حياة وموت بالنسبة الى المقاومة، وليس للمقاومة، بالنسبة لنا لشعبنا لتاريخنا لشهدائنا، لشهداء النكبة منذ 70 سنة منذ عام 1948 وحتى سنة 2018.
وما زلنا ننتظر تفسير قولك، هل هنالك من خلاف ايديولوجي بيننا وبين اسرائيل ام لا، وهل ستتجرأ على اعلان موقفك في هذه النقطة وهذا المجال، ثم انك تعلن ان من حق اسرائيل ان تعيش بأمان واستقرار، وكل سبب الكوارث والحروب والعدوان وعدم الاستقرار هو العدو الاسرائيلي، على اي اساس تطلب له، لهذا العدو الاستقرار والامان وهو لم يرحمنا لا في قصف جوي ولا في صواريخ خارقة، ولا في قنابل نابالم، ولا في مليون قنبلة عنقودية قصف بها الجنوب بعد هزيمته سنة 2006، وهو الذي يشرّد الشعب الفلسطيني الذي يعيش منذ 70 سنة في بيوت من تنك، في اكبر جريمة عاشها العصر في القرن العشرين.
أجب علينا، قل لنا، اشرح لنا، على اي اساس تطلب لاسرائيل الامان والاستقرار وتريده لها، ونحن نعيش تحت عدوان تلو العدوان.
انت يا جبران، لولا فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ومواقفه، لكان يجب محاكمتك، وأقل شيء هو ان تستقيل من وزارة الخارجية، لكنك تستهلك من رصيد فخامة رئيس الجمهورية، بعدما ضربت كل شيء يتعلق بالتغيير والاصلاح، واين نحن من التغيير والاصلاح الموعود، اي تغيير تسير عليه انت، اي اصلاح تسير عليه، سقط عهد التغيير والاصلاح، بقي شخص واحد ضمانة وهو فخامة الرئيس، اما عهد التغيير والاصلاح فسقط.
واذا كنتم ستقومون بتربيح الجميل للشعب اللبناني ان دول العالم قدمت 11 مليار دولار ونصف بفضلكم، فيا ليتكم تعرفون لو انكم منذ سنة ونصف السنة سرتم على طريق التغيير والاصلاح لكان وصلنا 30 مليار دولار على الاقل، وليس بفضلكم، بل لموقع لبنان الجغرافي، لدور لبنان، لوجود لبنان، لتكوين لبنان، في ارادة حياة واحدة، في عظمة لبنان.
ثم ماذا عن الكهرباء التي استلمت وزارتها سنة 2009 وقلت ان بعد 5 سنوات ستكون الطاقة الكهربائية مؤمنة 24 ساعة، ومضت 9 سنوات وانت في وزارة الطاقة، مباشرة ام غير مباشرة، فأين الكهرباء، اين وعدك للشعب اللبناني، اين تحمّلك للمسؤولية.
ثم هل سألت نفسك لماذا يرفض الرئيس جان العلية رئيس دائرة المناقصات مناقصة الباخرتين والرئيس جان العلية انتم دعمتم وصوله الى رئاسة المناقصات، ولا ينتمي الى تيار سياسي كي تقولوا انه يخاصمكم او يعرقلكم، بل قال الرئيس القاضي جان علية المحترم، لديّ هذ الملاحظات، تقوموا باصلاحها وسأوقّع على المناقصة فورا.
فلم يجب احد على صوت رئيس دائرة المناقصة القاضي جان العلية، الذين انتم دعمتم تعيينه.
وهنا اريد ان اعلن انني مع موقف استئجار باخرتين لتأمين الكهرباء خلال شهرين من الان، ولكي يكون نهاية الربيع مليئة بالاضواء، والصيف اللبناني مليئا بالاضواء، لان بناء مُفاعل كهربائي، ونشره في لبنان سيأخذ سنة ونصف السنة، ونحن لا نستطيع ان يبقى لبنان وينتظر سنة ونصف، من هنا ضرورة الحصول على طاقة كهربائية بقوة 800 كيلووات وعندها يصبح التقنين 4 ساعات فقط في القرى وغيرها اما المدن فتصبح 24 ساعة، ولذلك فأنا مع موقف فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في ضرورة الاتفاق الشامل في مجلس الوزراء على اقرار استئجار الباخرتين، ولكن بالشروط التي طلبتها دائرة المناقصات، بدلا من ان ننتظر سنة ونصف ولا نحصل الا على تغذية 10 ساعات او 12 ساعة في اليوم الواحد من الطاقة الكهربائية.
هل سألت نفسك لماذا كبار القضاة في ديوان المحاسبة وهم قضاة لهم تاريخ عن 46 سنة ومشهود لهم بالنزاهة والكفاءة والشفافية، وتم اختيارهم بدقة وعناية على هذا الاساس، فهل سألت نفسك لماذا ديوان المحاسبة يضع الملاحظات على تلزيم معمل دير عمار.
ثم ماذا عن جلسات صراخ واتهامات في مجلس الوزراء، وانت تهاجم ديوان المحاسبة او تهاجم وزير المال الدكتور علي حسن خليل، وانه اوقف بناء معمل دير عمار وانتاج الطاقة الكهربائية. فيجيبك على طاولة مجلس الوزراء بصوت عالٍ «انت عنوان يا جبران للسرقة». فماذا كان يجب ان يحصل، ما كان يجب ان يتم رفع الجلسة، ووقف انعقاد مجلس الوزراء، بل كان يجب ان تستمر الجلسة وطالما ان فخامة الرئيس موجود لا يقبل الا في الوصول الى النتيجة التي ينتظرها الشعب اللبناني من السلطة التنفيذية، اي مجلس الوزراء، الذي ترأسه فخامة رئيس الجمهورية، فإما انك يا معالي الوزير جبران باسيل انت على حق واموال الـ T.VA او القيمة المضافة ليست في الصفقة، او ان كلام وزير المالية هو الصحيح وانك زدت على الفاتورة مبلغ القيمة المضافة بعشرات ملايين الدولارات.
ما الذي حصل، تم رفع الجلسة، ضاعت الحقيقة، ضاعت الناس عندما شاهدت على شاشات التلفزيون الصراع والاتهامات، لم يتم تأليف لجنة تحقيق، لم يتم استدعاء رئيس ديوان المحاسبة لسؤاله امام مجلس الوزراء عن اسباب ايقافه او ملاحظاته على صفقة معمل دير عمار، وهو قاضٍ كبير جدا ومحترم، او عقد جلسة لمجلس الوزراء في حضور القاضي جان العلية رئيس دائرة المناقصات ومؤسسة ديوان المحاسبة بكامل قضاتها وليجرِ بحث الامور بكل شجاعة وشفافية وبصورة مباشرة. وعندها إما ان يقوم مجلس الوزراء على التصويت واما ان يحسم الامر فخامة رئيس الجمهورية بالتنسيق مع رئيس مجلس الوزراء في هذا الامر... لم يحصل شيء من ذلك.
لقد حصل معي حادث اوقعني به جهاز أمني، فسجل الشتائم ولم يسجّل ما تم قوله لي قبل جوابي، وانا في كل الاحوال اعتذر، واعتذرت يومها واعتذر اليوم وغدا، لكن كان يجب ان يحصل تحقيق في قسم المعلوماتية، حيث قدمت شكوى، والشكوى موجودة ولا تتحرك، مع العلم ان قسم المعلوماتية في الامن الداخلي لديه القدرة على جلب كل داتا الاتصالات والصوت والتسجيل مع الوقت والارقام الهاتفية.
وطبعا انا لست في مستواك وزيرا للخارجية، وولياً للعهد، ورئيس حزب فاذا بك تقول عن رئيس مجلس النواب انه بلطجي، مع حفظ الالقاب اصبح نبيه بري «بلطجي».
طبعا ردّة فعل الشارع لم تكن مقبولة، ولكن هل كان مقبولا كلمة «للاسف» وترفض الاعتذار عن الاساءة والاهانة. وهل ذهبت الى مَن انقذك وشكرته وهو فخامة رئيس الجمهورية الذي بدلا من ان تعتذر أنت عن الكلام المسيء، فاستوعب الموضوع فخامة رئيس الجمهورية واتصل بالرئيس نبيه بري وأعاد التعاون والتنسيق والعلاقة الجيدة بين رئاسة الجمهورية ورئاسة السلطة التشريعية والرقابية.
ربّ قائل انني كرئيس تحرير صحيفة أسأت الكلام ولكن انا ليس عندي اي تغطية، ولا حزب يدعمني، ولا اي جهة سياسية تغطيني، بل مواطن عادي اخضع الى القانون، وبكل سهولة، كل ما خرجت فيه من كلام مسيء او في غير محله يحاسبني القانون، وانا خاضع للقانون، وليس لديّ حصانة، فليس لديّ حصانة وزير ولا حصانة نائب ولا حصانة صهر رئيس الجمهورية.
عيب يا جبران... انا لا استطيع اثبات تدخلك في القضاء ضدي والسعي لتوقيفي ظلماً ولكن لستَ انت بعيدا عن سركيس سركيس.
ثم اي كلام هذا عندما يقول السيد سركيس سركيس انه بمبادئه يجتمع مع فخامة رئيس الجمهورية على ذات المبادىء، فيوم كانت الهراوات والاعتقالات والاجهزة اللبنانية ـ السورية تعتقل الشبان كان السيد سركيس سركيس على افضل تنسيق مع المخابرات السورية.
عندما كان الشبان في الزنزانات يتم ضربهم حتى كسر اضلاعهم، كان السيد سركيس سركيس على افضل تنسيق وعلاقة وزيارات الى المسؤولين الامنيين السوريين واللبنانيين والبواخر تمر في مرفأ بيروت وخاصة في مرفأ طرابلس. فأية مبادىء تجمع السيد سركيس سركيس مع فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي قاتل من اجل القانون، الذي قاتل من اجل سيادة الجيش، الذي قاتل من اجل سياسة لبنان، وعلى اي اساس وانا لي الحق في ان اسألك لانني مواطن يتابع العمل السياسي والحزبي والانتخابي وغيره، فاسألك على اي اساس قررت كرئيس للتيار الوطني الحر استبدال الدكتور نبيل نقولا بالسيد سركيس سركيس مرشحا على لائحة التيار.
هل سمعت حديث السيد سركيس سركيس امس على شاشة التلفزيون، كان الزميل وليد عبود مُبدع في طرح الاسئلة وايجاد الاجوبة عليها، فأي تشريع واية ثقافة جديدة ادخلها التيار الوطني الحر او يرشحها للمجلس النيابي.
ثم ماذا عن 24 سنة كان الدكتور نبيل نقولا وزوجته قرب العماد ميشال عون ورافقوه في المنفى وفي النضال، ليتم استبعاده حتى دون استشارته وهو شاهد على ذلك، وانا تكلمت معه على الهاتف، فكيف يتم إزاحة مناضل ناضل لمدة 24 سنة ويقول انا ليس عندي مثال الا فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وأنا سواء أبعدوني عن الانتخابات النيابية ام ابقوا ترشيحي للانتخابات النيابية، ولكن يقول النائب نبيل نقولا انه مجروح، ان نضال 24 سنة انتهت بطريقة مهينة له، حتى تكريمه في ضمن التيار الوطني الحر واعلان انسحابه لمرشح آخر لم يتم، حتى التشاور معه جدياً لم يتم، وقال لي «أنا عندي ولاء واحد، هو ولائي لفخامة رئيس الجمهورية وماذا يقرر فليقرر، وانا انفذ، انما في الواقع العملي انت يا جبران باسيل رئيس التيار الوطني الحر وانت تؤلف اللوائح التابعة لحزبك، التيار الوطني الحر، فعلى اي اساس بعت نضال مناضل مثل الدكتور نبيل نقولا هو وزوجته وهو تعرض الى الضرب والاضطهاد في الزلقا وجل الديب عدة مرات قبل ان يجمع حقائبه ويرحل مع العماد ميشال عون الى الخارج ويبقى معه في المنفى طوال الوقت ويعود معه ودائما الى جانبه، ودائما لم تسجل عليه اي مخالفة في التيار الوطني الحر، ودائما كانت خطاباته وتصريحاته لها صدى كبير عند الرأي العام والمواطن له الحق حتى لو لم يكن عضو في التيار الوطني الحر ان يسأل لماذا قمت يا جبران باسيل ببيع نبيل نقولا بثلاثين من فضة.؟
ثم انني اسأل فخامة رئيس الجمهورية وهو المضطلع والمدرك والعالم بكل الامور، واتوجه بكل احترام وتقدير لفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، هل انتم يا فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون راضون عما حصل مع النائب نبيل نقولا وكيفية استبداله وبمن تم استبداله.
وهل ما جرى مع المناضل نبيل نقولا واستبداله بثلاثين من فضة يعطي القوة لمنتسبي التيار الوطني الحر ولكوادر التيار الوطني الحر ام يضعفه.
عيب يا جبران باسيل.....
شارل ايوب