19-04-2018
مقالات مختارة
رفيق خوري
رفيق خوري
المشهد ضبابي، وان بدا شيء من ملامحه. الغرب يوزع الأدوار ضمن موقف واحد: أميركا وبريطانيا وفرنسا تقصف مراكز للنظام تصفها بأنها كيماوية، وألمانيا تتولى الوساطة بينها وبين روسيا وايران. وروسيا توزع الأدوار على ايران وتركيا وتهاجم الغرب عبر الميكروفونات وتعرقله في مجلس الأمن، وتتولى التنسيق معه في الكواليس. ومن الوهم اختصار المشهد بالصراع أو أقله بالخلاف بين الثلاثي الأميركي - البريطاني - الفرنسي والثلاثي الروسي - الايراني - التركي. الرئيس ايمانويل ماكرون يرى ان الضربة العسكرية الثلاثية أعادت فتح الطريق المغلق الى التسوية السياسية، ويكمل حوارا مع موسكو وطهران تساعد فيه برلين. والرئيس فلاديمير بوتين يقول ان الضربة ألحقت أضرارا كبيرة بعملية التسوية السلمية للأزمة.
لكن محادثات التسوية، من بيان جنيف عام ٢٠١٢ الى ما تلاه من جولات، لم تكن جدّية. ولا مجال لإلحاق أضرار بعملية شكلية، إلاّ اذا كان المقصود اطارا آخر لتسوية أريد فرضها. ولعل هذا هو الوجه الآخر لكلام بوتين. فالضربة الثلاثية أضرّت بتسوية تهندسها موسكو منذ استانة وسوتشي بالتفاهم مع طهران وأنقرة ودمشق وبعض المعارضين. ومن أهدافها توجيه رسالة على أكثر من عنوان خلاصتها ان موسكو لا تستطيع الانفراد بتسوية وتوزيع الأدوار فيها على ايران وتركيا، لأن التسوية ثم اعادة الاعمار في حاجة الى تفاهم بين روسيا وأميركا وأوروبا ودول في المنطقة.
والواقع ان التسوية لا تزال بعيدة. وما يقترب، أقلّه في الخطاب، هو الحرب الاقليمية. اسرائيل تتحدث عن قواعد ايرانية في سوريا وتدعي ان طهران تستعد لهجوم واسع عليها عبر الجولان والجنوب اللبناني. وايران تحذر من تخطيط اسرائيلي لضربها وتتوعد بالرد على قصف مطار التيفور. ولا أحد يجزم بحدوث أو عدم حدوث مثل هذه الحرب الشاملة التي يصعب ان تبقى محصورة في سوريا ولبنان وبين اسرائيل وايران وحلفائها. لكن هناك من يتحدث عن حرب محدودة تحقق أهدافا للاعبين الاقليميين والدوليين، وتفتح الباب لتسوية سياسية في سوريا، وتغلق الباب على رهانات خطرة في لبنان.
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار