13-04-2018
صحف
وانعقد اجتماع ترامب مع أعضاء مجلس الأمن القومي في اليوم الذي أكد المسؤولون الأميركيون أن لديهم أدلة الآن على ان النظام السوري قد استخدم فعلاً الاسلحة الكيميائية في هجومه على مدينة دوما في الغوطة الشرقية السبت.
وبعد انتهاء اجتماع ترامب مع فريق الأمن القومي، أعلن البيت الأبيض أنّه لم يتمّ اتخاذ قرار نهائي وأن ترامب سيتحدّث مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة الوزراء البريطانيّة تيريزا ماي. وأضاف إن الإدارة الأميركية تواصل تقويم المعلومات وتتحدّث مع الشركاء والحلفاء في شأن الوضع في سوريا.
وصباح الخميس، دافع ترامب عن نفسه من الاتهامات الموجهة اليه بأنه فقد عنصر المفاجأة في المواجهة مع سوريا نتيجة تهديداته العسكرية قائلاً في تغريدة ناقضت مضمون كلامه صباح الاربعاء: "لم أقل قط ان الهجوم على سوريا سوف يحصل. هذا قد يحصل قريباً جداً، أو لن يحصل إطلاقاً".
ورأى ان حكومته قامت بعمل عظيم عندما تخلصت من "الدولة الاسلامية" (داعش) في المنطقة، شاكياً من جديد ان العالم لم يشكر الولايات المتحدة. وفي وقت لاحق صرح ترامب بان القرار المتعلق بضرب سوريا "سوف يتخذ قريباً". وقال للصحافيين في البيت الأبيض: "نحن ندرس الوضع العام بشكل بالغ الجدية، وسوف نرى ما الذي سيحصل. ومن المؤسف ان العالم وضعنا في هذا الموقع".
وقد استرعى الانتباه ان وزير الدفاع ماتيس الذي مثل أمس أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب، أفاد ان الرد على استخدام سوريا السلاح الكيميائي يجب ان يتوازن مع خطر نشوب حرب أوسع، في اشارة ضمنية الى التورط غير المقصود في مواجهة مع القوات الروسية في سوريا. وقال: "نحن نحاول وقف قتل الناس الأبرياء، ولكن على المستوى الاستراتيجي، السؤال هو كيف نمنع التصعيد وخروج الوضع عن السيطرة". وتعهد إبلاغ المشرعين الأميركيين قبل توجيه أي ضربة عسكرية الى المنشآت العسكرية السورية، كما فعلت وزارة الدفاع قبل قصف قاعدة الشعيرات السورية، التي انطلقت منها الطائرات التي قصفت خان شيخون بالسلاح الكيميائي في نيسان من العام الماضي.
8 أهداف
وكشف مصدر أميركي لشبكة "سي إن بي سي" أن الولايات المتحدة حددت ثمانية أهداف محتملة لضرباتها الصاروخية المتوقعة في سوريا. وأوضح أن هذه الأهداف، تشمل "مطارين سوريين ومركزا للأبحاث العلمية ومصنعا لإنتاج الأسلحة الكيميائية". وأضاف: "ندرس بشكل جدي ومفصل ودقيق جداً الوضع الكامل، وسنرى ماذا سيحصل". ولم يدل بتفاصيل إضافية عن الأهداف الثمانية.
وأبلغ مسؤولان أميركيان شبكة "إم إس إم بي سي" الاميركية للتلفزيون أن عينات دم وبول لضحايا الهجوم الكيميائي في دوما السورية حصلت عليها واشنطن تؤكد إصابتهم بالكلور ومادة مشلة للأعصاب.
الحلفاء
ووقت تتكثف المشاورات بين الحلفاء، اتفق أعضاء الحكومة البريطانية على ضرورة مواصلة رئيسة الوزراء تيريزا ماي العمل مع الولايات المتحدة وفرنسا لردع الحكومة السورية عن استخدام الأسلحة الكيميائية. وقالوا إن "من المرجح جداً" أن الرئيس السوري بشار الأسد مسؤول عنه.
بيد أن زعيم حزب العمال المعارض في بريطانيا جيريمي كوربين، شدد على ضرورة التشاور تحت قبة البرلمان البريطاني قبل شن أي عمل عسكري على سوريا.
واعتبرت المستشارة الالمانية أنغيلا ميركل انه "من الواضح" ان النظام السوري لا يزال يمتلك ترسانة نووية معلنة ان برلين لن تشارك في عمل عسكري ضد دمشق.
وصرح ماكرون: "سيتعين علينا اتخاذ قرارات في الوقت المناسب لتكون الأكثر فائدة وفاعلية". وقال إن لدى بلاده "الدليل على أن الأسلحة الكيميائية استخدمت، على الأقل (غاز) الكلور، وأن نظام بشار الأسد هو الذي استخدمها".
وأبدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قلقه من "المنازلة" الجارية في سوريا بين القوى الكبرى.
وفي روما، جاء في بيان صادر عن مكتب رئاسة الحكومة الإيطالية، أنه لن يكون لروما أي دور مباشر في هجوم عسكري غربي محتمل على الحكومة السورية، مشيراً الى أن إيطاليا ستستمر في تقديم الدعم اللوجيستي لحلفائها.
المحققون
وأعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ان عدداً من خبرائها في طريقه الى سوريا وانه سيبدأ غداً التحقيق في الهجوم بغاز أعصاب في الغوطة الشرقية.
وأكد المندوب السوري الدائم لدى الأمم المتحدة السفير بشار الجعفري، أن الحكومة السورية ستسهل وصول فريق منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى أي نقطة يريدها في دوما. وقال إنه كان منتظراً وصول أول فريق للمنظمة إلى دمشق أمس الخميس، فيما سيصل الفريق الآخر اليوم، مشيراً إلى أن أي تأخير في وصول الفريقين إلى البلاد "سيكون نتيجة لضغوط سياسية من الولايات المتحدة أو فرنسا أو بريطانيا".
وأعلنت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية أنها لن تدلي بمعلومات عن تفاصيل عمل خبرائها في سوريا لأسباب أمنية.
وفي معلومات بعض المصادر أن الخبراء وصلوا إلى لبنان في طريقهم إلى دمشق مع ممثلي مكتب المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستافان دو ميستورا والإدارة الأمنية في الأمم المتحدة.
موسكو تحذر من "العواقب"
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها نشرت قوات من الشرطة العسكرية في دوما بعدما سيطرت قوات الحكومة السورية على المدينة. وقالت "إنهم من سيضمنون القانون والنظام في المدينة".
ونقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية المستقلة عن رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما فلاديمير شامانوف أن سفنا روسية غادرت قاعدة طرطوس البحرية في سوريا المطلة على البحر المتوسط حرصاً على سلامتها، وأن هذا "إجراء عادي" عند وجود تهديدات بشن هجوم.
ولم يتحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مباشرة عن الأزمة على رغم أن "إنترفاكس" أوردت أنه ناقش الموقف مع إردوغان هاتفياً.
وقال الكرملين إن خط الاتصال مع الولايات المتحدة المخصص لتجنب الاشتباك غير المقصود فوق سوريا يجري استخدامه.
وصرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: "ندعو جميع الأعضاء المسؤولين في المجتمع الدولي الى التفكير جدياً في العواقب المحتملة لمثل هذه الاتهامات والتهديدات، وفي الأعمال التي يخططون لها".
وتعليقاً على تصريحات منظمة الصحة العالمية عن ضحايا الهجوم بالسلاح الكيميائي في دوما، لفتت زاخاروفا إلى أنها تستند إلى المعلومات التي قدمتها منظمة "الخوذ البيض" والجمعية الطبية السورية - الأميركية. ولاحظت أن التصريحات الصادرة عن واشنطن تنم عن نزعة عسكرية، فيما تشكل التهديدات من الولايات المتحدة وفرنسا انتهاكا لميثاق الأمم المتحدة.
وتعليقاً على الغارة الإسرائيلية على مطار التيفور العسكري غرب تدمر في سوريا في 9 نيسان الجاري، قالت زاخاروفا إنه "من اللافت أن الهجوم على التيفور، حيث يتمركز الطيران السوري الذي شارك مباشرة في العملية ضد "داعش" بشرق سوريا، تزامن مع تنامي نشاط فلول الإرهابيين هناك".
وسبق للكرملين أن أعرب عن قلقه من الغارة الإسرائيلية على قاعدة التيفور السورية، قائلاً إن موسكو تجري اتصالات مع تل أبيب عبر القنوات المناسبة في هذا الشأن.
وحضّ المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة السفير فاسيلي نيبينزيا الولايات المتحدة وحلفاءها على الامتناع عن القيام بعمل عسكري في سوريا. وقال إنّ "لا يستطيع" استبعاد حرب بين واشنطن وموسكو. وأضاف عقب اجتماع مغلق لمجلس الأمن بطلب من بوليفيا لبحث تهديد ترامب بالقيام بعمل عسكري في سوريا: "الأولويّة القصوى هي تجنّب خطر الحرب… آمل ألّا تكون هناك نقطة لا عودة".
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار