12-04-2018
صحف
وإذ شدد على محورية "التوافق" كمدخل كفيل بتنفيذ نتائج "سيدر" ميدانياً، لفت الحريري الانتباه إلى أنّ "الإصلاح ضروري وواجب على اللبنانيين لمصلحة الوطن والمواطن" بغض النظر عن المؤتمرات الدولية، وأضاف خلال مؤتمر صحافي عقده في السراي الحكومي أمس: "مؤتمر "سيدر" هو بداية لعمية تحديث اقتصادنا وإعادة تأهيل بنيتنا التحتية وإطلاق إمكانات القطاع الخاص وتحقيق النمو المستدام"، موضحاً في ما يتعلق بما يُثار عن تحميل الخزينة اللبنانية ديناً إضافياً من خلال مقررات "سيدر" أنّ لبنان حصل من خلال هذا المؤتمر على قروض من منظمات ودول بفائدة 1،5% وفترات سماح بين 7 و10 سنين وبعدها على مدة 20 سنة تُدفع قيمة القرض، ما يدل على أنّ الدولة وفّرت على نفسها ثلث الدين والكثير من الفوائد التي كان من المُفترض أن تدفعها (7% و8%) لتنفيذ المشاريع الحيوية الواجب تنفيذها لو أنها استعاضت عن هذه المؤتمر بالاستدانة من الداخل.
وعن الشفافية المتوخاة في تنفيذ هذه المشاريع، أشار الحريري إلى أنّ الوفد اللبناني تقصّد إنشاء لجنة متابعة منبثقة من الدول والمنظمات المموّلة لتتابع كيفية التلزيم وإجراء الدراسات اللازمة لإنجاز كل مشروع منعاً لأن يكون هناك أي فساد في الأمر، مشدداً في الوقت عينه على ضرورة إيجاد إدارة تستطيع أن تُدير المشاريع بأفضل الطرق وتفعيل الهيئات لتحريك الاقتصاد سواءً في الكهرباء أو الاتصالات أو الطيران المدني، وذكّر بأنّ مؤتمرات باريس السابقة ليست هي من راكمت الديون على لبنان بل ما راكمها هو "الفشل في الإصلاح"، وأردف رداً على سؤال مؤكداً الانفتاح على "النقاش مع كل الأفرقاء السياسيين" بكل مشاريع "سيدر" على أساس أن تكون "مناقشة علمية وتصب في مصلحة المواطن ومنع الفساد" وليس نقاشاً من منطلق سياسي يعرقل تحقيق هذه المصلحة.
وحول لقائه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في باريس، وصف الحريري اللقاء بأنه كان "رائعاً وممتازاً" مؤكداً أنّ ولي العهد "يتطلع لرؤية لبنان مزدهراً مجدداً"، وكشف في هذا الإطار عن اتفاقيات قيد التحضير سيتم توقيعها مع السعودية والإمارات في قطاعات اقتصادية مختلفة بينها قطاع السياحة والخدمات.
ورداً على تساؤل البعض عن أسباب انعقاد مؤتمر "سيدر" في هذا التوقيت ومحاولة ربطه بالشؤون الانتخابية، رأى الحريري أنه "من المؤسف والمعيب الحديث بهذا المنطق في مرحلة يحاول العالم كله أن يلملم نفسه ليرى كيف يمكن أن يدعّم اقتصاد لبنان ويعزز استقرار اللبنانيين ويوفّر استقراراً أمنياً عبر مشاريع دعم الجيش والقوى الأمنية"، لافتاً إلى أنّ العمل على انعقاد هذا المؤتمر لم يكن ظرفياً بالتزامن مع الاستحقاق الانتخابي إنما بدأ التحضير له قبل عام، ودعا في ضوء ذلك إلى "مخاطبة العقل اللبناني بكلام منطقي" وعدم الاستخفاف بعقول الناس من خلال محاولات الإيحاء بأنّ "خمسين دولة شاركت في المؤتمر ووضعت في أجندتها أن سعد الحريري لديه انتخابات في 6 أيار".
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار