03-04-2018
الانتخابات
وقالت مصادر متعددة لـ“الحياة” إن المعنيين في هذه الماكينات اكتشفوا أن مسألة توزيع “الصوت التفضيلي” لمرشح واحد على كل لائحة من قبل الحزب أو الزعيم المعني بدعمها هي الأصعب، إضافة إلى الجهد الذي على هؤلاء بذله من أجل توعية الناخبين إلى أنه لم يعد بإمكانهم تشكيل الأسماء في اللائحة التي سيقترعون لها، كما كان الأمر في القانون القديم القائم على النظام الأكثري.
وأوضح أحد المسؤولين في إحدى الماكينات التابعة لأحد الأحزاب الكبرى لـ “الحياة”، أن السيناريوات التي وضعتها الماكينة في شأن إدارة توزيع الصوت التفضيلي على المرشحين من قبل المحازبين والمناصرين، لضمان فوز من هم من حصة النسبة التي تحصل عليها اللائحة من مجمل المقترعين (الحاصل الانتخابي)، كشفت صعوبة الأمر. وفي وقت يسود الاعتقاد أن الأحزاب الكبرى هي الأقدر على توزيع الصوت التفضيلي، مثل “حزب الله” و”أمل” و“تيار المستقبل” و”التيار الوطني” و”القوات اللبنانية”، إضافة إلى أحزاب أخرى مثل “الكتائب” و“الحزب السوري القومي الاجتماعي” و“الجماعة الإسلامية” و“جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية”، فإن السيناريوات أدت ببعض الأحزاب إلى عملية فرز بين المحازبين والمناصرين.
ومن الاستنتاجات في هذا المجال أنه بات على هذه الأحزاب أن تميز بين أنواع من المقترعين المؤيدين للوائحها. فالقدرة على ضمان توجيه الصوت التفضيلي لأحد المرشحين ممكنة مع المحازبين، لكنها ليست مضمونة مع المناصرين وعائلاتهم، الذين يرجح اكتفاءهم بإرضاء الحزب الفلاني بإسقاط اللائحة في صندوقة الاقتراع، مع احتفاظهم بحرية الاختيار لاسم مرشح مفضل آخر غير الذي يختاره الحزب المعني، تبعاً لعلاقتهم بالمرشح المفضل لديهم، أو لمقابلته بخدمة ما قدمها لهم.
وبينما يرى المتابعون للعملية الانتخابية أن “حزب الله” هو الأقدر على توزيع الصوت التفضيلي على عدة مرشحين بحكم علاقته الحديدية بمناصريه، فإن مصادر بعض الماكينات قالت لـ“الحياة” إن السيناريوات توصلت إلى احتمالات مربكة حتى للحزب، لصعوبة التنبؤ بخيارات المقترعين غير الملتزمين، التفضيلية. ومن الاستنتاجات التي توصل إليها بعض الماكينات:
– أن هناك خطورة في حال جاء توزيع التفضيلي على مرشحين حزبيين وحلفاء، بأن ينخفض التفضيلي لدى المرشح الحزبي، أو “الزعيم” في اللائحة، بحيث يخرج من المنافسة إما لمصلحة المرشح الحليف الذي يكون حصل على أصوات تفضيلية غير محسوبة من غير المحازبين، أو لمصلحة المرشح الخصم الذي يحصل على نسبة أعلى من الأصوات التفضيلية في اللائحة المنافسة، فيتم احتسابه من الناجحين كون لائحته حصلت على “الحاصل الانتخابي”.
– أن هذه الحسابات ستدفع بالماكينات الانتخابية إلى عدم المغامرة بالإسراف في توزيع الصوت التفضيلي على أكثر من مرشح على اللائحة، تفادياً للمفاجآت التي يخبئها مزاج الناخبين سلباً أو إيجاباً، حيال الأسماء التي تتكون منها اللائحة الواحدة. وهذا يقود إلى الاستعداد عند الماكينة للتضحية بمرشح حليف لضمان فوز المرشح أو المرشحين الأبرز لديها. وفي كل الأحوال هناك مرشحون موجودون على لوائح مكتملة مع سابق التصور بأنهم سيسقطون بعد فرز النتائج، لأن اللائحة المنافسة ستحصل على نسبة من الأصوات تؤهلها لأن تتمثل في البرلمان على حسابهم. وهذا سبب كاف لحصول منافسة على التفضيلي بين حلفاء اللائحة الواحدة.
أخبار ذات صلة
مقالات مختارة
في الجبل: مَن يُحاصر مَن؟
مقالات مختارة
«لائحة المصالحة»... لمَن سيصوِّت المسيحيون؟
مقالات مختارة
إقتراع المنتشرين الخجول: السُلطة غير مُقنِعَة!
مقالات مختارة
المتن: أيّ انتصار للتيار؟
مقالات مختارة
الإنتخابات النيابية بين النسبية والحاصل
أبرز الأخبار