03-04-2018
صحف
ويستعدّ رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري وفريق عمله الوزاري والإداري، للتوجه إلى باريس يوم الخميس المقبل للمشاركة في "سيدر-1"، الذي ينعقد في العاصمة الفرنسية برعاية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وبحضور ممثلي دول عربية وغربية بالإضافة إلى البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والصناديق العربية. وكشف نديم الملا مستشار الرئيس الحريري لـ"الشرق الأوسط"، أن لبنان "ذاهب إلى المؤتمر الذي سيكون عبارة عن تظاهرة دولية داعمة للبنان، ببرنامج استثماري يمتد لعشر سنوات ومقسم على مرحلتين"، مشيراً إلى أن "القطاع الخاص اللبناني والعربي والأجنبي سيكون له دور أساسي فيه، عبر استثمارات في البنى التحتية مثل شبكات الكهرباء والطرقات وغيرها من المشاريع المنتجة".
لكن المراقبين خففوا من وهج الأجواء التفاؤلية التي تسبق المؤتمر، متخوّفين من نتائج قد تكون أقلّ بكثير من الطموحات. وإذ شدد الخبير المالي والاقتصادي غازي وزنة على أهمية المؤتمر، حذّر من البرنامج الاستثماري الكبير والفضفاض. وكشف لـ"الشرق الأوسط"، أن الحكومة "ذاهبة إلى المؤتمر ببرنامج كبير وطموح وتفاؤلي، لكنّه فضفاض للغاية لأنه يتضمّن 250 مشروعاً بكلفة 23 مليار دولار، مقسّم على 12 عاماً وينفّذ على ثلاث مراحل". وتوقّع أن "لا تتعدى المساهمة الدولية عتبة الـ6 مليارات دولار، 90 في المائة منها ستكون قروضاً ميسرة وبعيدة الأمد، و10 في المائة منها عبارة عن منح وهبات". وقال إن "البنك الدولي أعلن صراحة أن على لبنان قروض منه ومن الصناديق العربية بقيمة ملياري دولار، وبالتالي فإن البنك الدولي هو من سيحدد أولويات المشاريع اللبنانية ويتكفّل تمويلها".
ولا يزال الاقتصاد اللبناني يتأثر إلى حدّ كبير بالتجاذبات السياسية والاختلاف حول مقاربة الأطراف لمعالجة الأزمات المالية وزيادة الدين والتضخّم المالي، ولفت غازي وزنة إلى أن "هدف الحكومة من هذا البرنامج، الحصول على قروض خارجية تحفّز الاقتصاد اللبناني وتعزز النمو والاقتصاد والاستقرار النقدي، وترفع من مستوى توفير فرص العمل للشباب اللبناني". لكنّه لفت إلى أن تحقيق هذا البرنامج "يفرض على لبنان الذهاب إلى المؤتمر برؤية أكثر واقعية، لا تتعدى الـ8 مليارات دولار، وتكون أولويتها واضحة، بدءاً من معالجة أزمة الكهرباء والمياه والنفايات والطرقات، وببرنامج يقبله المشاركون في المؤتمر ويوافقون على تحقيقه".
هذه المقاربة، اختلف مع جزء منها مستشار الحريري نديم الملا، الذي أوضح أن "كلفة المرحلة الأولى للمشاريع تقدّر بعشرة مليارات دولار، ينتظر أن يساهم القطاع الخاص اللبناني والعربي والأجنبي بنحو 3 أو 4 مليارات، فيما سيطلب لبنان من المشاركين في المؤتمر تأمين الـ6 مليارات دولار المتبقية". ولفت إلى أن "الكلفة الإجمالية للمشاريع تقدّر بـ17 مليار دولار، ونحن ذاهبون لتمويل المرحلة الأولى فقط، ومتفائلون باستجابة المجتمع الدولي لرؤيتنا". وأضاف أن هذه المشاريع مدروسة بدقة من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، "الذي سيعطي شهادة للبنان بأنه ماضٍ في إصلاحاته المالية، وضبط الدين العام مقابل تعزيز النمو".
وعزز كلام نصر الله الأخير المخاوف من عرقلة نتائج "سيدر - 1"، خصوصاً لجهة تحذيره من أن المؤتمر "سيغرق لبنان بمزيد من القروض، ويجعل سقف الدين العام يتجاوز الـ100 مليار دولا، وبالتالي يجعل لبنان مرتهناً للجهات الدولية المشاركة في المؤتمر"، ما يفسّر أن تؤدي هذه المعارضة إلى الإطاحة بنتائج المؤتمر، خصوصا أن "حزب الله" كان له دور أساسي في إفشال المشاريع الإصلاحية التي لحظتها مؤتمرات باريس السابقة. وهنا ذكّر نديم الملا بأن هذا البرنامج "وافقت عليه الحكومة اللبنانية بالإجماع، وبحضور وزراء حزب الله" الذين لم يعترضوا على أي من بنود البرنامج". وقال "إذا كان السيد نصر الله يرفض هذا المؤتمر، فليقدم البديل وليقل لنا كيف سيحلّ المشاكل الاقتصادية؟ وهل لدية حلّ أفضل لزيادة الاستثمارات في لبنان؟ وما هي الخيارات القادر على تقديمها؟"، مؤكداً أن "الحكومة اللبنانية هي المسؤولة عن إدارة البلد ومن لديه ملاحظات أو اعتراضات، عليه أن يناقشها داخل الحكومة".
من جهته، ورأى غازي وزنة أن تحذير نصرالله من نتائج المؤتمر، مردّه إلى "المشاريع العشوائية الواردة في برنامج الحكومة، والخوف من أن يكون جزءاً كبيراً منها غير منتج". لكنه لفت إلى "أهمية المشاركة الأوروبية في المؤتمر، والتي تعوّل على القطاع الخاص ودوره الناجح في تنفيذ المشاريع الواعدة والمنتجة".
انتخابات زحلة بين خمس لوائح وصراع على الصوت التفضيلي
تغزو صور المرشحين للانتخابات النيابية عن دائرة زحلة المعروفة بدائرة البقاع الأولى طريق الشام الممتد من منطقة الصياد - الحازمية وصولا للمدينة البقاعية، فتتخذ أشكالا وأحجاما شتى ومعظمها مرفقة بشعارات لزيادة حماسة الناخب.
ويتنافس في مدينة زحلة الملقبة بـ"عاصمة الكثلكة" حيث يشكل الناخبون الكاثوليك فيها العدد الأكبر من الناخبين المسيحيين، (علما بأن النسبة الأكبر من أبناء القضاء من المسلمين السنة) 5 لوائح ما يجعل المعركة الانتخابية هناك تتخذ منحى شرسا حتى داخل اللائحة الواحدة للحصول على "الصوت التفضيلي" الذي يساهم بفوز المرشح على حساب أفراد لائحته. وهو ما يؤكده الخبير الانتخابي أنطوان مخيبر لافتا إلى أن "المنافسة في زحلة تختلف عن باقي المناطق"، لافتا في تصريح لـ"الشرق الأوسط" إلى أنه "بعد تبلور معالم اللوائح والتحالفات بات المشهد الانتخابي أوضح وحتى تقاسم المقاعد النيابية الـ7 المخصصة لدائرة البقاع الأولى شبه محسوم، ما يجعل المعركة الحقيقية تدور حول مقعدين أو 3".
وقد نجح "التيار الوطني الحر" بالإبقاء على تحالفه مع "المستقبل" في هذه الدائرة بعدما تداعت كل التحالفات الانتخابية بين الطرفين في باقي الدوائر في البقاع، فشكلا إلى جانب عدد من المستقلين لائحة ضمت إلى القيادي العوني سليم عون والنائب عن "المستقبل" عاصم عراجي، رجال الأعمال ميشال سكاف، ميشال ضاهر، أسعد نكد، نزال دلول والمرشحة عن المقعد الأرمني ماري جان بيلازكجيان. وتحمل هذه اللائحة شعار "زحلة للكل"، ويرجح مخيبر أن تكسب ما بين 2 إلى 3 من المقاعد النيابية.
بالمقابل، شكلت قوى 8 آذار لائحة مقابلة ضمت النائب نقولا فتوش ومرشحا عن الثنائي الشيعي إلى جانب مرشحين آخرين، حملت شعار "زحلة الخيار والقرار"، ويتوقع مخيبر أن تفوز بمقعدين نيابيين من أصل 7. وتتركز المعركة بشكل رئيسي ما بين لائحة "زحلة قضيتنا" التي تشكلت بتحالف "القوات اللبنانية" - "الكتائب اللبنانية"، ولائحة "الكتلة الشعبية" التي شكلتها رئيسة الكتلة ميريام سكاف. ويقول مخيبر في هذا الإطار: "تحالف القوات - الكتائب حسم حصول اللائحة على مقعد نيابي على الأقل، وفي حال لم تتمكن ميريام سكاف من تأمين الحاصل الانتخابي الذي يخولها الفوز بمقعد نيابي واحد، فعندها يتحول هذا المقعد تلقائيا للتحالف السابق ذكره ما يعني كسبه مقعدين نيابيين".
وقد وُجهت انتقادات كثيرة لحزب "الكتائب" في الآونة الأخيرة على خلفية قراره التحالف مع "القوات" في زحلة، ما يعطي، بحسب خبراء انتخابيين، أرجحية لفوز مرشح الأخير جورج عقيصي على مرشح "الكتائب" النائب ايلي ماروني. لكن مصادر كتائبية أكدت لـ"الشرق الأوسط" أن "المعركة غير محسومة لصالح أي من المرشحين وأن ما يحصل هو تركيز الجهود والمساعي للحصول على حاصلين انتخابيين على الأقل ما يتيح فوز عقيصي وماروني معا".
وخص قانون الانتخاب دائرة زحلة بـ7 مقاعد موزعة ما بين 2 كاثوليك 1 أرمن أرثوذكس 1 روم أرثوذكس 1 موارنة 1 شيعة 1 سنة، رغم كون عدد الناخبين السنة في "البقاع الأولى" 48867 ناخب من أصل 158109 أي ما نسبته 28.32 في المائة، مقابل وجود 32295 ناخبا كاثوليكيا أي ما نسبته 18.72 في المائة، إضافة إلى 27537 ناخبا شيعيا، 27000 ناخب ماروني، 16470 أرثوذكسيا، 8604 أرمنيين، و5491 سريانيا
أبرز الأخبار