28-03-2018
الانتخابات
وغداة انتهاء مهلة تسجيل اللوائح في وزارة الداخلية، حملتْ الأرقام النهائية خروج 320 مرشحاً من السباق تلقائياً بعدما لم ينجحوا في الانتظام ضمن لوائح لا يمكن خوض الانتخابات إلا من خلالها، ليبقى في “الميدان” المرشّحون الـ597 وبينهم 86 امرأة من أصل 111 كنّ تقدّمن بترشيحاتهنّ، أي أن النساء اللواتي تأهّلن الى “المرحلة النهائية” من الانتخابات يشكّلن نسبة 14% من مجمل المرشّحين.
وأفضى “المسْح” الأولي لخريطة اللوائح وتَوَزُّعها إلى رصْد المفارقات الآتية:
– ان دائرة بيروت الثانية التي يَترشّح رئيس الحكومة سعد الحريري عنها على رأس لائحة “المستقبل لبيروت” سجّلت العدد الأكبر من اللوائح المتنافسة ضمن دائرة واحدة إذ بلغتْ 9، تليها دائرة الشمال الثانية (طرابلس – المنية – الضنية) بـ8 لوائح.
وعَكَس “طوفان” اللوائح في بيروت وعاصمة الشمال، اللتين تعُتبران من المرتكزات الأساسية للزعامة السنية في لبنان، أن الحريري سيكون أمام اختبار جدّي لزعامته انطلاقاً من هاتين الدائرتين خصوصاً، علماً أنه تولّى شخصياً إعلان لائحة “المستقبل” في طرابلس كما عكار، وسط محاولةٍ من خصومه في “8 آذار” لإخراجه من الانتخابات بـ”ندوب” تطال حجمه التمثيلي.
– ان الدائرة الأقلّ عدداً من حيث اللوائح المتنافسة هي صور – الزهراني حيث ستتواجه لائحتان فقط، إحداهما يترأسها رئيس البرلمان نبيه برّي، بمواجهة لائحة يترأسها رياض الأسعد، وهو ما يعكس قلّة حيوية سياسية في هذه الدائرة التي “يضمن” بري أرجحيةً فيها، وهو الذي يتولى رئاسة مجلس النواب منذ ربع قرن وعيْنه على دورة جديدة.
– ان “الدائرة السياسية” بامتياز، أي بعلبك – الهرمل ستشهد منازلة بين 5 لوائح، أبرزها لائحة “حزب الله” واللائحة المدعومة من “تيار المستقبل” وحزب “القوات اللبنانية”، في سياق مواجهة وحيدة تحمل طابع الـ“ما فوق سياسي” وتهدف إلى إحداث خرْقٍ في “قلعة حزب الله” له طعْم استراتيجي، الأمر الذي استدعى دخولاً مباشراً و”مفتوحاً” من الأمين العام للحزب حسن نصر الله على خط هذه “الموْقعة”.
– ان “الدائرة الرئاسية” في الشمال، التي تضم أقضية البترون، الكورة، بشري وزغرتا والتي ستتنافس فيها 5 لوائح، مرشّحة لمعركة “كسْر عظم” بأبعاد كبرى تتصل بانتخابات رئاسة الجمهورية المقبلة، نظراً إلى انخراط 3 مرشّحين بارزين للرئاسة فيها: رئيس “التيار الوطني الحر” وزير الخارجية جبران باسيل مرشحاً في مسقط رأسه البترون على رأس لائحة، ورئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع داعِماً للائحةٍ تتقدّمها زوجته السيدة ستريدا المرشّحة عن مسقطهما بشري، ورئيس “تيار المردة” النائب سليمان فرنجية الذي يخوض المعركة عبر لائحة يترأسها نجله طوني، مرشحاً عن زغرتا.
– ان منطقة عكار سجّلت سابقة تمثلت في احتضانها لائحة نسوية غير مكتملة ضمّت خمس مرشّحات “بلا أي رجل”، في مؤشر إضافي على انخراط المرأة اللبنانية غير المعهود في الانتخابات التي يخضنها هذه الدورة برقم قياسي.
– ان قانون الانتخاب الجديد، الذي يَعتمد نظام الاقتراع النسبي للمرة الأولى في تاريخ لبنان، مع صوتٍ تفضيلي ولوائح مقفلة، استجرّ “طقوساً” لم تعرفها البلاد وانتخاباتها من قبل، ومنها وجوب اعتماد ألوان للوائح (المطبوعة سلفاً) تشتمل على الأخضر وتدرّجاته، والأزرق (كان الأكثر اعتماداً في 14 لائحة)، والأحمر، والأصفر، والبنفسجي، والكحلي، والبني، والبترولي، والفوشيا، والأورانج وتدرجاته، والزهر والنبيذي.
وبينما بدأتْ الثلثاء عملية طبع اللوائح وعليها صور المرشّحين ضمن كل لائحة، كان لافتاً رفْع نصرالله منسوب استنهاض قواعده على أساس البُعد السياسي للانتخابات، لافتاً الى تدخلات خارجية فيها “بإمكانات هائلة ووسائل قذرة لاستهداف المقاومة”، ومكرراً أنه سيذهب شخصياً إلى بعلبك – الهرمل إذا لاحظ وهناً في الاقبال على التصويت.
واذ أكد “ان معركتنا اليوم هي معركة وجود وعزة وكرامة، ونوابنا هم صوت المقاومة، ووجودهم في البرلمان يعطينا مكاناً في الحكومة لحماية ظهر المقاومة”، شدد على ان الحزب “ماض في مكافحة الفساد رغم ما سيسببه ذلك من لأن الوضع الاقتصادي في البلد على حافة انهيار فعلي”، موضحاً أن حجم الدين وصل الى 80 مليار دولار “ثلثها ذهب للبنى التحتية والبقية نهبت، واليوم يريدون أن يركّبوا 17 ملياراً أخرى من الديون لنهبها”.
وبدت إشارة نصر الله الأخيرة برسْم مؤتمر “سيدر 1” الذي تستضيفه باريس في 6 نيسان المقبل والذي يمضي “حزب الله” في إحداث “ربْط نزاع” مع نتائجه لتمويل مشاريع استثمارية انطلاقاً من تَلمُّسه وجود “دفتر شروط” دولي على لبنان لدعمه يرتكز على معالجة سلاح الحزب وضبْط أدواره الخارجية.
ومع بدء العدّ العكسي لمؤتمر باريس، يَعقد البرلمان الأربعاء والخميس جلسة عامة لإقرار مشروع الموازنة بما يرفد لبنان بورقة قوة إلى المؤتمر تُلاقي المطالب الدولية بإصلاحات مالية تُطَمئن الى أن البلاد على سكة الابتعاد عن الهاوية المالية التي تزايدت التحذيرات منها أخيراً.
وعلى وقع علامات استفهام حول مدى قدرة لبنان على جذب تمويل لمشاريع استثمارية في ظل قرع طبول الحرب الكبرى في المنطقة، كان لافتاً إعلان رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” النائب وليد جنبلاط أن المحور الروسي – الإيراني ربح في الوقت الحاضر في سوريا “لكن المخيف أن الآتي أميركياً يبشّر بمواجهة قد تكون في لبنان”، محذراً “أي فريق داخلي لبناني من المراهنة على فريق العمل الأميركي الجديد المتصلب والمتصهين تحت شعار محاربة إيران أو نفوذ “حزب الله” في لبنان”.
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار