26-03-2018
صحف
وطنية - كتبت صحيفة "النهار " تقول : أبعد من المعارك الانتخابية التي شهدت وابلاً من الردود والردود المضادة خلال عطلة نهاية الاسبوع طغت على فرحة الشعانين، ونشط السياسيون في تحركاتهم وزياراتهم ومهرجانات اعلان اللوائح وتبادل الرسائل، تبقى انعكاسات الأوضاع الاقتصادية والمالية، أهم من محطة الانتخابات العابرة، بتأثيرها على مستقبل البلاد والعباد، خصوصاً مع كلام تم احتواؤه سريعا، نقله البطريرك الماروني عن رئيس الجمهورية بأن "البلد مفلس". فقد تواصلت التحضيرات لمؤتمر "سيدر" المقرر في 6 نيسان. وبعد إقرار الخطة التي سيحملها لبنان الى المؤتمر تحت عنوان "البرنامج الوطني الاستثماري للبنى التحتية" في مجلس الوزراء، وبعد الانكباب على تطبيق ورشة الاصلاحات التي يطلبها المانحون وأولها الموازنة التي أقرها مجلس الوزراء في انتظار سلوكها طريقها الى الهيئة العامة لمجلس النواب، فضلاً عن العمل على إقرار قانون المياه، يُعقد اليوم اجتماع تحضيري للمؤتمر في باريس في حضور ممثلين للدول المانحة، ووفد لبناني موسع يضم وزير الاتصالات جمال الجراح، وزير الاقتصاد رائد خوري، حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، رئيس مجلس الانماء والاعمار نبيل الجسر، المدير العام لوزارة المال آلان بيفاني، مدير الشؤون السياسية في وزارة الخارجية السفير غدي خوري، الى وفد يضم ميراي عون الهاشم وفادي عسلي (مستشاريّ رئيس الجمهورية)، ووفد من معاوني رئيس الوزراء يضم المستشارين الدكتور نديم المنلا وهازار كركلا، فضلاً عن وفد من وزارة الطاقة والمياه يضم نبيل بستاني وبيار خوري وعددا من الخبراء.
ويشارك أيضاً وفد من المؤسسات الدولية العاملة في لبنان، توجّه أمس الى باريس. وقد سألت "النهار" نائب المنسّق الخاص للأمم المتحدة، والمنسّق المقيم ومنسّق الشؤون الإنسانيّة في لبنان، فيليب لازاريني، قبيل سفره، عن رؤيته للمؤتمر، فأجاب بأنّه من أجل دعم استقرار لبنان وأمنه وسيادته، وافق أعضاء مجموعة الدعم الدوليّة للبنان في كانون الأول من العام الماضي على خريطة طريق. ويعتبر مؤتمر "سيدر" في هذا الصدد فرصة بارزة أساسيّة لتعزيز النمو الاقتصادي، وإيجاد فرص العمل وتجديد البنى التحتيّة.
وأكد لازاريني إنّ دعم استقرار لبنان وازدهاره "وسط التوتّرات في المنطقة، مسؤوليّة مشتركة. وفي الوقت نفسه، لضمان نتيجة ناجحة لمؤتمر سيدر، يتعين على الحكومة اللبنانية أن تعجّل في برنامجها الإصلاحي من أجل تمكين جميع المؤسّسات اللبنانيّة، الهيئات الاقتصادية والمواطنين، من ضمان الإستقرار السياسي والإقتصادي المبني على دولة فاعلة، شفّافة وديموقراطيّة. لقد تمّ إحراز بعض التقدّم في ما يتعلّق بالإصلاحات الهيكليّة مثل قانون الشركة بين القطاعين العام والخاص وقانون الاصلاحات الضريبيّة وقانون الموازنة، وكلّها تصبّ في الاتّجاه الصحيح، ومع ذلك، يجب بذل المزيد من الجهود من أجل زيادة الاستثمارات وتحديث الاقتصاد. وهذا يعني أن تستمرّ الحكومة في متابعة الإصلاحات بوتيرة سريعة والقيام بالتشريعات اللّازمة وكذلك توضيح آلية المضي في الموافقة على المشاريع وتنفيذها. وتبقى هناك أولويّة هي مصادقة البرلمان على القروض التي أقرت سابقاً، مِمّا يُمهِّد الطريق أمام المؤسّسات المالية لزيادة دعمها".
وأكّد أنّ "الأمم المتحدة ستواصل دعمها للبنان في تحديث اقتصاده باعتباره حجر الزاوية لاستقرار البلاد. إنّ مؤتمر سيدر ، بالإضافة إلى مؤتمر بروكسيل في نيسان، يعتبران فرصة كبيرة للبنان وعلينا جميعاً أن نعمل معاً لتحقيق أفضل النتائج".
الانتخابات
وقد تواصلت على مدار الساعة عمليات اعلان اللوائح الانتخابية من منطقة الى أخرى، وتنقّلت الاحتفالات والمهرجانات التي استبقت ساعة الحسم منتصف ليل الاثنين - الثلثاء الموعد النهائي لتسجيل اللوائح والتي بموجبها ستسقط اسماء كثيرة لم تجد لها مكاناً في التحالفات والتركيبات القائمة. واذا كان اعلان اللوائح شهد حماوة في عطلة نهاية الأسبوع، فانه من غير المتوقع ظهور مفاجأت اذ ارتسمت الصورة في معظم المناطق، باستثناء البقاع الغربي - راشيا، ومجموعات أخرى للمجتمع المدني في أكثر من منطقة.
ومن عكار الى طرابلس انتقل الرئيس سعد الحريري مطلقاً سلسلة من مواقف المواجهة مع "حزب الله" واللواء اشرف ريفي. أما "التيار الوطني الحر"، فأقام مهرجاناً مركزياً كبيراً أعلن فيه أسماء مرشحيه في 13 دائرة من 15 أقرها قانون الانتخاب الجديد.
وشهدت الاشرفية اعلان لائحة "القوات" والكتائب، وأعلنت "الكتلة الشعبية" لائحتها في زحلة. وفي الشوف أعلنت لوائح متنافسة من المختارة والجاهلية معاً. وفي دائرة بعلبك - الهرمل أعلنت لائحة "الكرامة والإنماء" وهي نتاج تحالف بين "القوات اللبنانية" و"تيار المستقبل" وشخصيات مستقلة. وفي ظل شائعات عن امكان انسحاب النائب ميشال المر من المعركة، فاجأ المر الاب مطلقي الشائعات باعلانه لائحة متنية غير مكتملة تألفت من: ميشال المر (ارثوذكس)، جورج عبود (كاثوليك)، ميلاد السبعلي (ماروني) ونجوى عازار (مارونية).
لكن المشهد المثير الذي رافق اطلاق اللوائح والماكينات الانتخابية، هو حملة الردود والردود المضادة التي تنذر بتصعيد كلامي مستمر حتى عشية 6 أيار بهدف تجييش الرأي العام وحشد القوى الناخبة لمزيد من الاستثمار السياسي. فمن الشمال حيث تحدث الرئيس الحريري وتبادل الردود مع الرئيس نجيب ميقاتي والوزير السابق اشرف ريفي، الى "الفوروم دو بيروت" حيث لاقى خطاب الوزير جبران باسيل سيلاً من الردود من "القوات" و"المردة" والوزير السابق فريد الخازن وغيرهم، الى رئيس حزب "القوات" سمير جعجع، وتبادل الرسائل بين الوزير ميشال فرعون والوزير سابقاً نقولا صحناوي، واللواء جميل السيد.
وكان بارزاً انسحاب الرئيس حسين الحسيني الذي اعتبر ان "المواجهة الآن، وبعد المحاولة، ليست إلاّ بالإعلان أنّ هذه الانتخابات ليست نيابيّةً بل استنيابيّة، بل ليست الدعوة إليها دعوةً إلى انتخابات بل دعوةً إلى التصديق على تمثيل حكّام الأمر الواقع وعلى اقتناصهم الصفةَ الشرعيّة.
المواجهة الآن إنّما تقوم بدايةً على عدم الاعتراف بشرعيّة هذه الانتخابات التي تنظّمها سلطات لا شرعيّة لها أصلاً، والمواجهة تقوم في الأساس على المبادرة إلى فرض تطبيق الدستور بما ملكت أيدي المواطنين والمواطنات، وصولاً إلى تحرّر اللبنانيّين واللبنانيّات من الوصايات الطائفيّة والسياسيّة وتحرير لبنان من الوصايات الأجنبيّة وبالتالي إقامة النظام بصيغته المدنيّة، على أُسس الحريّة والمساواة والاستقلال
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار