محليات
عون
وقال الرئيس عون في مستهل المؤتمر المشترك: "أجريت محادثات ايجابية وبناءة مع فخامة الرئيس سيرج سركيسيان، تناولنا فيها مسار العلاقات الثنائية بين بلدينا التي شهدت في السنوات الأخيرة تطورا لافتا، وسبل تعزيزها والبناء على ما تحقق إلى الآن. وكانت هناك رغبة مشتركة بتمتين الصداقة والتعاون بين لبنان وأرمينيا، بما يحقق مصالح شعبينا. وقد سادت اللقاء بيننا أجواء ودية تعكس الروابط الانسانية المتجذرة التي تجمعنا، وخصوصية العلاقات بين الشعبين اللبناني والارميني مع وجود شريحة واسعة من اللبنانيين من اصول ارمنية، ومنهم من رافقني اليوم في هذه الزيارة من وزراء في الحكومة اللبنانية ونواب. ولفت الرئيس سركيسيان الى ما تتمتع به هذه الشريحة من تقدير داخل مجتمعنا، وحيوية ثقافية وحضارية واجتماعية، تضاف الى مساهمتها الفاعلة في الحياة السياسية والاقتصادية".
وأضاف: "تطرقنا أيضا الى الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، والأزمات والحروب المشتعلة في عدد من بلدانها، وخصوصا في سوريا المجاورة لبلدنا. واتفقنا على ضرورة ايجاد حلول سلمية لهذه الأزمات، وايقاف آلة الحرب لأن العنف لا يستجر إلا العنف والتطرف، وهذا ما برهنت عليه السنوات السبع الأخيرة منذ اندلاع الاضطرابات في منطقتنا. وأطلعت الرئيس سركيسيان على التحديات التي خلفتها الحرب في سوريا على الساحة اللبنانية، وعلى رأسها تمدد تهديدات المنظمات الارهابية وخلاياها الى بلدنا، وغيره من بلدان المنطقة والعالم. وأكدت له في هذا الإطار نجاح لبنان في مواجهته لهذه التهديدات، والقضاء على الخلايا الارهابية، وصون السلام والاستقرار في مجتمعنا. وكان هناك توافق بيننا على اهمية تعزيز التعاون الثنائي والدولي لمكافحة الارهاب، طالما انه لم يعد هناك اي بلد بمنأى عن اخطاره، وترسيخ ثقافة الانفتاح واحترام حقوق الافراد والدول. وتحدثنا كذلك عن مشكلة النازحين السوريين التي تفاقمت بشدة، وخصوصا في البلدان المحيطة بسوريا ومنها لبنان. فشرحت له ما يتعرض له بلدنا من ضغوط اقتصادية، واجتماعية، وأمنية، نتيجة وجود اكثر من مليون ونصف مليون نازح فوق أراضيه، مع عدم كفاية المساعدات الدولية لتغطية حاجاتهم. وتم التشديد في هذا الاطار على ضرورة العمل من أجل الوصول الى توافق دولي يؤمن عودتهم الى المناطق الآمنة في بلادهم والتي باتت تحت سيطرة الدولة السورية".
وتابع: "شكرت الرئيس سركيسيان على وقوف بلاده الدائم الى جانب لبنان وقضاياه في المحافل الدولية، واكدت أن لبنان يقف بدوره الى جانب أرمينيا وحق شعبها الطبيعي بالسيادة والسلام والازدهار، ويدعم الجهود الدبلوماسية لايجاد حل سلمي للنزاع القائم حول اقليم ناغورنو - كارابخ وفقا لمبادىء القانون الدولي. وفي مجال متصل، تطرقت المحادثات الى التهديدات الاسرائيلية للبنان، من بوابة حقوقه النفطية في المنطقة الاقتصادية الخالصة، واقامة حائط فاصل يصل الى نقاط متنازع عليها عند حدودنا الجنوبية. وأكدت له أن لبنان متمسك بحدوده البرية والبحرية، وبحقه في الدفاع عنها بكل الوسائل المشروعة، وأننا نعول على صداقاتنا الدولية للمساعدة في جبه هذه التهديدات وعدم تفاقم الأوضاع".
وختم: "كما شكرته على الدعوة التي وجهها إليَّ للمشاركة في القمة الفرانكوفونية السابعة عشرة التي تعقد في شهر تشرين الأول المقبل في يريفان، ووعدته بتلبيتها، متمنيا كل النجاح والتوفيق في التحضيرات القائمة له".
سركيسيان
وقال الرئيس سركيسيان في كلمته: "أغتنم هذه السانحة لأرحب مرة أخرى برئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشيل عون وأعضاء الوفد المرافق له في أرمينيا. هذه هي زيارتكم الأولى لبلدنا، التي بالتأكيد ستعطي زخما جديدا لعلاقات الصداقة القائمة على روابط تاريخية متينة. أود أن اعبر بارتياح أن الحديث مع فخامة الرئيس عون جرى في جو ودي، بروح الصداقة الأرمينية - اللبنانية. وقد أجرينا مناقشة موضوعية بشأن جدول أعمال التعاون الثنائي، وأكدنا مجددا تضامن بلدينا استنادا على الثقة المتبادلة وباستمرار تعزيز وتعميق تعاوننا المتعدد الأوجه. وعلى الرغم من أن علاقاتنا الدبلوماسية دخلت ربع قرن من الزمن، فإن الصداقة بين شعبينا لها تاريخ يعود إلى قرون، وهذا حتما، نتيجة الدور الفريد للجالية الأرمنية-اللبنانية. لقد أكدنا بارتياح أننا نجحنا في اعطاء تلك الصداقة بعدا جديدا خلال السنوات الماضية بتشكيل علاقات تعاون قوية ومتينة في المجالات السياسية والتجارية والاقتصادية والثقافية والعلمية وغيرها. ولقد اولينا أهمية للحفاظ على الحوارالسياسي الرفيع المستوى بين بلدينا كدفعة مهمة في التعاون المتبادل ذو المنفعة في جميع المجالات".
أضاف: "أشرنا إلى أهمية مواصلة تطوير العلاقات البرلمانية في المستقبل، وخصوصا أخذنا في الاعتبار أن أرمينيا ستنتقل في نيسان إلى نظام الحكم البرلماني الكامل. وفيما يتعلق بتنمية العلاقات الثنائية، شددنا على أهمية العنصر الاقتصادي. ونقدر إيجابيا التوسيع المستمر للاستثمارات اللبنانية في أرمينيا. والوجود اللبناني في أرمينيا واضح في مجالات الأعمال المصرفية والزراعية والخدمات وفي المجالات الأخرى المتعددة. و نحن مثابرون على توسيع هذه الإنجازات. واتفقنا على العمل سويا لزيادة تبادل حجم التجارة الثنائية. و لدينا القاعدة القانونية المنظمة في المجال الاقتصادي بأكمله، وهذه تعتبر ثقة إضافية لرجال أعمالنا. وبشكل عام، إن تقريبا خمسين وثيقة موقعة بين بلدينا يعتبر أساسا صلبا للتعاون المثمر في مختلف المجالات".
وتابع: "لقد قدرنا تقديرا عاليا التعاون الفعال والتأييد المتبادل بين بلدينا في المحافل الدولية، ولا سيما في المسائل ذات الأهمية الحيوية بالنسبة لنا. واتفقنا على مواصلتها بنفس الروح لتعميق تعاوننا المتعدد الأطراف بشكل أكثر. وعرضت على رئيس لبنان آخر المستجدات حول التسوية السلمية لنزاع ناغورني كاراباخ. وقناعتنا الحازمة أنه لا يمكن أن يتواجد أي حل للمشكلة التي ستقوض حق شعب أرتساخ في العيش بحرية وأمان في وطنهم التاريخي. وبهذا الصدد، أبلغت زميلي بأن أي تسوية لهذه المسألة ينبغي أن يحوي في أساسها تنفيذ حق تقرير المصير لشعب ناغورنو كاراباخ".
وقال: "لقد مضى أكثر من 100 سنة على الإبادة الجماعية للأرمن، ولكن هناك أحداثا تاريخية، وشعور العرفان الذي لا تتحدد بمدة الصلاحية. وأعربت مرة أخرى عن امتناننا للبنان لاستقباله برحبة الناجين الأرمن في تلك الفترة القاسية من تاريخنا ولإتاحة فرصة العيش والابداع لهم. ونشكر ايضا جهود لبنان ووقوفه الى جانبنا اليوم لإدانة ومنع تلك الجريمة. وللأسف، ما زلنا نشهد اليوم الجرائم ضد الإنسانية في الشرق الأوسط، وخاصة في سورية. وبهذا الصدد، نقدر أهمية مساهمة لبنان العملية والفعالة في مكافحة الإرهاب والتطرف، ونثمن عاليا مساعداته الإنسانية للشعب السوري خلال هذه السنوات. إن أرمينيا بقدراتها المتواضعة مدت يد المساعدة لأخوتها وأخواتها السوريين. وإنني فخور بأن أرمينيا تمكنت من تقديم مساهماتها المتواضعة في استقرار وتوفير أمن لبنان الصديق بمشاركة قوات حفظ السلام الأرمنية في بعثة UNIFIL للأمم المتحدة في جنوب لبنان".
وختم: "كما اتفقنا مع فخامة رئيس لبنان على مواصلة الاحتكاك الأرمني - اللبناني النشط بنفس الروح وتحفيز التعاون في جميع المجالات ذات الاهتمام المشترك".
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار