15-02-2018
عالميات
حسين عبد الحسين
حسين عبد الحسين
وجاءت الأنباء عن مقتل هذا العدد الكبير من الروس في وقت كرر وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون ، من الكويت، موقف سياسة بلاده تجاه الأزمة السورية، لناحية ان الولايات المتحدة وحلفاءها متمسكون بما يعادل 30 في المئة من إجمالي مساحة سوريا شرق البلاد، حيث الغالبية الكردية، وحيث منابع النفط.
وقال تيلرسون ان بلاده ستبقي الامور على ما هي عليها في هذه المنطقة السورية، الى أن يتم التوصل الى تسوية وفقاً لمقررات “مؤتمر جنيف”، التي تعتقد الولايات المتحدة أنها مبنية على خروج الأسد من السلطة، بموجب عملية انتقال سياسية بمشاركة كل الفرقاء السوريين.
وكانت “بلومبرغ” قد نقلت عن مصادر حكومية اميركية وروسية قولها إن الهجوم الذي شنته قوات الأسد وحلفاؤها ضد “قوات سوريا الديموقراطية” (قسد) المدعومة أميركيا شرق البلاد، قد أدى الى مقتل أكثر من 100 مقاتل روسي وجرح 200 آخرين.
ولفتت المصادر إلى ارتفاع عدد الضحايا الروس، في مشهد قد يعيد إلى أذهان المسؤولين الروس صوراً من “كابوس أفغانستان”، حين عانى الإتحاد السوفياتي من مستنقع دموي بسبب قيامه باحتلال أفغانستان في العام 1979، ثم خروجه مُجبراً منها بعد نحو العقد من الزمن.
وقال المسؤولون الأميركيون إنه أثناء تصديهم مع الحلفاء لهجوم الأسد والروس، أعلمت القيادة العسكرية الأميركية نظيرتها الروسية بأنها كانت بصدد توجيه ضربة قوية للمهاجمين، وان على موسكو سحب أي قوات لها يمكن أن تكون في منطقة الهجوم.
لكن يبدو أن موسكو ، التي ترسل مقاتلين روس يعملون في شركات أمن خاصة للقتال في صفوف قوات الأسد ، آثرت أن لا تصرّح عن مشاركة قوات تابعة لها على الأرض، وحاولت إعلامهم في الخفاء وتدبير انسحابهم، إلا أن أوامر موسكو لم تصل للمقاتلين الروس في الوقت المطلوب، ففتكت بهم القوتين الجوية والمدفعية الاميركية، وأوقعت في صفوفهم مئات القتلى والجرحى.
وقال الأميركيون إنهم حاولوا حفظ ماء الوجه لموسكو، أولاً بإعلامها بالهجوم لسحب مقاتليها، وثانياً بعدم الاعلان عن هوية القتلى في صفوف المهاجمين، لكن الخبر انتشر على نطاق واسع في صفوف الأهالي والمقاتلين المحليين.
ويقول المسؤولون الاميركيون انهم أملوا بأن يقنع فشل هجوم الأسد وروسيا على مناطق تواجد مستشارين عسكريين أميركيين وقوات حليفة لأميركا بأن واشنطن “أكثر من جدية” في احتفاظها بالسيطرة على المناطق التي ينتشر فيها حلفاؤها، علماً أن هذا التصدي لم يكن الأول من نوعه ضد قوات أو مقاتلات تابعة لتحالف روسيا وإيران والأسد .
كذلك، أعرب المسؤولون الأميركيون عن أملهم في أن تعتبر القوى الاقليمية الاخرى، المنخرطة في الحرب السورية، من تجربة الهجوم الروسي الفاشل، وأن لا تحاول هذه القوى أن “تمتحن العزم الأميركي في رسم خطوط بالنار”، في إشارة إلى جدية الولايات المتحدة في استخدام قوتها النارية المتفوقة للإبقاء على مناطق النفوذ في الشمال السوري على ما هي عليه.
في المقابل (وكالات)، نفت روسيا التقارير عن مقتل مئات الروس ، نتيجة ضربات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في سوريا .
وقال مصدر في وزارة خارجيتها للصحافيين، “إن المعلومات عن مئات القتلى الروس هي معلومات كلاسيكية مضللة”. وتزامناً، أعلن الكرملين أن روسيا لا تعتزم فرض أي قانون أو قيود على سفر المواطنين الروس إلى سوريا ، مشيراً إلى أنه لا يمكن استبعاد وجود مدنيين روس في سورية لكن ليس لهم صلة بالقوات المسلحة الروسية.
“درون” أميركية تُدمّر دبابة روسية الصنع
وكشف مسؤولون أميركيون أن طائرة عسكرية أميركية من دون طيار (درون) دمرت دبابة روسية الصنع طراز (تي-72) في سوريا ، يوم الأحد الماضي، وذلك في ثاني ضربة دفاعية ضد قوات موالية للحكومة السورية خلال أقل من أسبوع.
ولم تسفر الضربة التي نفذتها الطائرة الأميركية (إم كيو-9 ريبر) قرب بلدة الطابية التابعة لناحية خشام في دير الزور، شرق سورية، عن مقتل أي فرد من قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة أو القوات المحلية التي يدعمها.
وفي لقاء مع صحافيين ليل أول من أمس، رفض اللفتنانت جنرال جيفري هاريغيان ، أكبر ضابط بسلاح الجو الأميركي في الشرق الأوسط، التكهن بشأن من كان يقود الدبابة.
وقال مسؤول أميركي، اشترط عدم نشر اسمه، إن اثنين على الأقل من القوات الموالية للنظام السوري قتلا في الضربة.
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار