مباشر

عاجل

راديو اينوما

النهار : شدّ حبال تصعيدي عشية وصول تيلرسون

13-02-2018

صحف

 مع ان الانظار ستتجه غداً الى الذكرى الثالثة عشرة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري والمواقف التي سيعلنها ‏رئيس الوزراء زعيم "تيار المستقبل" سعد الحريري في هذه المناسبة ان لجهة الوضع العام أو لجهة الاستحقاق ‏الانتخابي فان واقعا آخر يبقى طاغياً على معظم التحركات الرسمية والديبلوماسية ويتصل بتصاعد التعقيدات في ‏النزاع الحدودي البري والبحري بين لبنان واسرائيل‎.‎

‎ ‎
ويمكن القول انه قبل نحو 48 ساعة من وصول وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون الى بيروت في اطار ‏جولته الحالية على عدد من دول المنطقة تصاعدت على نحو واضح التعقيدات القائمة في ملف النزاع على النقاط ‏الحدودية التي يتحفظ عنها لبنان والتي تقيم اسرائيل جداراً اسمنتياً في موازاتهاً الامر الذي ينذر بسخونة ستواكب ‏زيارة تيلرسون ووساطة بلاده بين لبنان واسرائيل. وهو امر بات يعكس بوضوح ان ثمة ضغوطاً أميركية ‏تمارس على لبنان في مواكبة تحريك الوساطة الاميركية وتتصل هذه الضغوط في شكل محدد بملف الترسانة ‏الصاروخية لـ"حزب الله" انطلاقا من طرح اميركي اسرائيلي مشترك يركز على موضوع وجود مصانع ‏للصواريخ الايرانية في لبنان‎.‎
‎ ‎
واذا كان لبنان قابل هذه الاجواء التي لا تخفى ملامح خطورتها باستنفار سياسي ترجمه الاجتماع الرئاسي ‏الثلاثي الثاني في أقل من أسبوع في قصر بعبدا والتوافق على التشبث بحقوق لبنان الحدودية براً وبحراً فان ذلك لم ‏يحجب ايضا تصاعد التوتر بين لبنان واسرائيل عقب اصطدام الاجتماع الثلاثي للوفود العسكري اللبناني ‏والاسرائيلي والاممي في مقر قيادة "اليونيفيل" امس بطريق مسدود وسط تصلب اسرائيل حيال القضايا المثارة‎.‎
‎ ‎
وعكس الرئيس الحريري بعد الاجتماع الرئاسي الثلاثي في قصر بعبدا دقة الموقف اذ قال: "عرضنا التحديات ‏التي نواجهها، وتناولنا زيارة (نائب مساعد وزير الخارجية الاميركي) ديفيد ساترفيلد للبنان، وسنبقى على تشاور ‏مع رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب، كي يكون موقفنا موحداً ووطنياً في ما خص أي تعديات على لبنان. ‏هذا قرار اتخذناه في المجلس الاعلى للدفاع ومجلس الوزراء، واتجاهنا ان يكون موقفنا موحداً ازاء أي تعديات ‏اسرائيلية على لبنان‎".‎
‎ ‎
المقعد التائه
وفي وقت لاحق اعلن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان "لبنان اتخذ قراراً بالدفاع عن أرضه في حال ‏حصول اعتداء اسرائيلي عليها أو على حقوقه في النفط"، لافتاً الى "أن هناك قوى تتدخل ديبلوماسياً وسياسياً ‏للمساعدة على فض هذا الخلاف"، وأن "الاستفزاز الاسرائيلي الكلامي لا يهمنا، لكن اذا دخل حيز التنفيذ فستكون ‏هناك حروب جديدة". واستبعد ان "تقدم اسرائيل على تنفيذ تهديداتها. نحن طرحنا حلاً، هناك نقاط حدودية ‏متنازع عليها مع اسرائيل، فلنحل النزاع حول هذه النقاط اولاً، لانه لا يمكن اسرائيل ان تبني جدارا في اراضينا‎".‎
‎ ‎
تصلب اسرائيلي‎ ‎
‎ ‎
وأبلغت مصادر معنية "النهار" أن لقاء الرؤساء عون ونبيه بري والحريري ليس عودة لمشهد الترويكا الرئاسية ‏في القصر الجمهوري، خصوصا بعدما أنجزت من الاجتماع الاول المصالحة الداخلية وتصفية النقاط التي كانت ‏عالقة. وأفادت ان الاجتماع الذي شارك في جانب منه المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبرهيم واستدعي اليه ‏ايضاً منسق الحكومة اللبنانية لدى القوة الدولية العميد مالك شمص، جاء بعد لقاء مفصلي للّجنة العسكرية الثلاثية ‏في الناقورة صباحاً، طُرح فيه موقف لبنان الرافض لإقامة اسرائيل الجدار الإسمنتي قبل معالجة التحفُّظ اللبناني ‏عن النقاط الـ13 على "الخط الأزرق"، المعروف بخط الانسحاب وليس بحدود دولية. والموقف الرسمي اللبناني ‏تظهّر، أكان في اجتماع المجلس الأعلى للدفاع أم في جلسة مجلس الوزراء الاخيرة التي انعقدت في بعبدا، بأن ‏لبنان سيدافع عن ارضه وحقوقه في البر والبحر‎.‎
‎ ‎
وجاء في معلومات مصادر مطلعة على المشاورات الرئاسية، أن ساترفيلد نقل عرضاً في شأن الخط البحري، هو ‏العودة الى الحدود التي كان اقترحها المنسق الاميركي السابق الخاص بشؤون الشرق الأوسط فريدريك هوف، ‏والمعروفة بـ"خط هوف". ومعلوم أن لبنان رفض في السابق هذا الخط الذي يطالب الأميركيون بجواب لبناني عنه ‏اليوم، مما استدعى عقد الاجتماع الرئاسي والتشاور لاتخاذ الموقف الموحد، وخصوصاً قبل وصول تيلرسون‎.‎
‎ ‎
وفهم أن اقتراحات عدة طرحت في الاجتماع الرئاسي وأعدت لكل منها أجوبة بين القبول بالعرض الاميركي أو ‏عدمه، وما البديل من عدم السير به، وكيفية مواصلة التفاوض، ومصير "الخط الأزرق"، وغيرها من النقاط ‏العالقة والمتشابكة. واطلع العميد شمص رئيس الجمهورية ورئيسا المجلس والحكومة على نتائج اللقاء الصباحي ‏للجنة الثلاثية في الناقورة ونقل اليهم إصرار اسرائيل على متابعة أعمال بناء الجدار الإسمنتي على الحدود في 21 ‏شباط الجاري. ولم تقدم اسرائيل جواباً نهائياً عما طرحه لبنان لجهة المطالبة بالتقيد بالحدود، اضافة الى ‏ملاحظات لبنانية أخرى. ذلك ان اسرائيل باتت تعتبر أن "خط الهدنة" لم يعد قائماً بالنسبة اليها، وان "الخط ‏الأزرق" هو الخط الدولي، ولكن لا مشكلة لديها في البحث في الترسيم ضمن أطر معينة. كذلك تم التشاور في ‏اجتماع بعبدا في أن تتولى اللجنة العسكرية الثلاثية التفاوض في موضوع الخط البحري لابقاء دور الامم المتحدة ‏في عملية التفاوض، كما طرح ان يتولى الأميركيون التفاوض او امكان انضمام الولايات المتحدة الى اللجنة ‏الثلاثية. وكل هذه الخيارات نوقشت، وما زالت تحتاج الى مزيد من الدرس والتشاور للاختيار بينها واتخاذ قرار ‏لبناني موحد يفترض تقديمه خلال زيارة تيلرسون لبيروت‎.‎
‎ ‎
الى ذلك، توقعت مصادر أخرى الا يقتصر جدول محادثات تيلرسون في بيروت على ترسيم الحدود البرية ‏والبحرية مع اسرائيل، بل ان يتناول أيضاً الدور الإيراني والعقوبات الاميركية على "حزب الله"، والتي جاء من ‏أجلها مساعد وزير الخزانة لشؤون مكافحة الاٍرهاب مارشال بيلنغسلي في 22 كانون الثاني الماضي و23 منه‎.‎
‎ ‎
مؤتمر روما‎ ‎
‎ ‎
وسط هذه الاجواء أكد الاجتماع الموسع الذي عقد امس في السرايا بدعوة من الرئيس الحريري وفي رعاية ‏مجموعة الدعم الدولية انعقاد مؤتمر روما الدولي لدعم الجيش اللبناني في 15 آذار المقبل خلافاً لكل ما اثير سابقا ‏عن ارجاء المؤتمر. وقال وزير الداخلية نهاد المشنوق ان اي دولة عربية لم ترفض المشاركة في المؤتمر‎.‎
‎ ‎
الى ذلك، اكتسبت زيارة الرئيس الحريري لعين التينة أمس طابع تثبيت المصالحة بينه وبين الرئيس بري، ‏خصوصاً مع بدء البحث بينهما في الملف الانتخابي. واوضح بري فعلا انه ابلغ الحريري "انني مع حزب الله في ‏كل الدوائر ولا انفصل عنه وسمعت من الحريري انه لم يكمل تحديد تحالفاته ولوائحه بعد‎".‎
‎ ‎
وأجرى الحريري مساء أمس، في السرايا محادثات مع نظيره البولوني ماتيوش مورافيتسكي الذي بدأ زيارة ‏لبيروت، تناولت آخر المستجدات في لبنان والمنطقة وسبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، ولا سيما على ‏الصعيدين الاقتصادي والسياحي

services
متجرك الإلكتروني في أقل من عشرة أيام!

انطلق من حيث أنت واجعل العالم حدود تجارتك الإلكترونية…

اتصل بنا الآن لنبني متجرك الإلكتروني بأفضل الشروط المثالية التي طورتها شركة أوسيتكوم؛ أمنًا، سعرًا، وسرعة.
اتصل بنا

This website is powered by NewsYa, a News and Media
Publishing Solution By OSITCOM

Copyrights © 2023 All Rights Reserved.