محليات
وفي حديث الى صحيفة “الجمهورية”، اعتبَرت “أنّ الحديث عن شدّ العصب في الشارع هو تسطيح وتسخيف لِما حصَل، فالمسألة باتت اكبرَ بكثير، إنّ استحضار لغة التحريض وافتعال هذا الجوّ التوتيري بشكل مفاجئ بعد هدنةٍ اعلامية بين “التيار” و”أمل” ولو كانت هشّة لا يمكن تفسيرُه إلّا نيّاتٍ لتطيير الانتخابات، لكن اكّدنا لكلّ مَن تواصَل معنا أنّنا بِتنا مصرّين على إجرائها في موعدها اكثر من ايّ وقت مضى”.
وقالت: “واهمٌ من يعتقد انّ ما جرى سيمرّ مرور الكرام، وخطواتُنا ستعلَن في حينه، ولا قرار على مستوى الحكومة، وكلّ شيء في أوانه”.
ونفت المصادر ان يكون “حزب الله” قد تدخّلَ او اطلقَ ايّ وساطة للتهدئة بين “أمل” و”التيار” في الساعات الماضية التي سبقت كلام باسيل، وقالت: “إذا اتّصل بنا كيم جونغ اون، يكون قد اتّصل بنا أحد من “حزب الله” لهذا الغرض، وقرار التهدئة لم يكن سوى طرحٍ وهمس بين الفريقين”.
وأكّدت المصادر انّ الخطوات اللاحقة ستُعلَن في وقتها.
وإذا كان الجوّ المتأزم قد أثارَ علامات استفهام في أوساط سياسية مختلفة حول مصير الانتخابات، مع ترجيح بلوغِ الوضع الى حدّ مِن التفجّر يؤدي الى تعطيلها، وهو امرٌ استبعده خليل، الذي قال لـ”الجمهورية”: “واهمٌ مَن يعتقد انّ هذه المسالة ستمر مرورَ الكرام، قد يكون هناك من يعمل لتعطيل الانتخابات، وقد يكون من يفترض انّ هذه الأزمة ستؤدي الى تطييرها، فإنّ موقفنا واضح بأنّ هذه الانتخابات يجب ان تحصل، وستحصل”.
من جهة أخرى، بدا أنّ “التيار” قد بنى تحصيناته الدفاعية في وجه الهجوم العنيف على رئيسه ومطالبته بالاعتذار، إلّا أنّ أوساطه أكّدت لـ”الجمهورية” الرفضَ القاطع لإقدام باسيل على الاعتذار.
في حين أشارت مصادر “حزب الله” لـ”الجمهورية” الى انه “لم يعد ينفع النأي بالنفس وسقَطت كلّ الوساطات بعد كلام باسيل، فما حصَل لم يكن في الحسبان، والتعرّض للرئيس بري خط أحمر”.
وعلمت «”الجمهورية” أنّ أطرافاً سياسية أجرَت تقييماً لِما قاله باسيل في الشريط المسرّب من لقاء البترون، فلاحظت انّ اللقاء لم يكن ضيّقاً، بل كان موسّعاً ومتاحاً فيه التسجيل، وأنّ ما دفعَ بري الى الاستياء ليس فقط وصفه بـ”البلطجي والتوعّد بـ”تكسير رأسه” على حدّ ما قال وزير الخارجية، بل المضمون السياسي الخطير لهذا الكلام، الذي كشفَ النظرةَ الحقيقية لمفهوم المشاركة وكيفية كسرِها، وهنا الكلام ليس موجّهاً الى بري، فالحديث عن “الذين صادروا خلال 25 سنة” وعن الاقتصاد وما الى ذلك، ليس مع بري، بل مع الذين حكموا البلد خلال هذه الفترة، اي الرئيس رفيق الحريري.