29-01-2018
محليات
وفق ما تبين من موقف الرئيس بري مساء في شأن التزام التهدئة الاعلامية، جاء مضمون الفيديو المسرب لباسيل في لقاء حزبي في بلدة محمرش البترونية واصفا بري بـ”البلطجي”، لتفجر بركان الاحتقان المشتعل وتصب حممه في كل الاتجاهات وعلى المستويات السياسية والوزارية والنيابية والشعبية التي افيد ان الرئيس بري يقود حركة اتصالات مكثّفة منذ لحظة انتشار الشريط المصور لضبط فورة الغضب في الشارع قبل ان تشتعل مساء في ضوء الدعوة الى اعتصام لمناصري الحركة تنديدا بموقف باسيل، تجنبا للفتنة.
واذ تؤكد اوساط سياسية مطلعة لـ”المركزية” ان الحزب يضطلع بدور الاطفائي بعيدا من الاعلام لحصر الازمة المستجدة المضافة الى عقدة مرسوم الاقدمية الكأداء، الى جانب رئيس الحكومة سعد الحريري الذي اعلن اثر زيارة لبعبدا عن مبادرة قريبة أمِل ان تنهي الازمة، جاءت المعلومات التي تسربت من عين التينة عن ان على باسيل أن يعتذر بالوسيلة نفسها التي تناول فيها رئيس مجلس النوّاب اي عبر الاعلام، لتضع المزيد من العصي في دواليب احتواء المضاعفات البالغة السلبية ولترفع جدار العقبات في وجه الوساطات لا سيما حزب الله الذي ادار كل محركاته وفق المعلومات في اتجاه معالجة آثار الفيديو المُسرّب سريعاً كي لا “تنفجر” الفتنة فتنزلق الاوضاع الى حيث لا يريد التيار ولا الحركة. وقد تكون ابرز قنوات “المعالجة”، وفق الاوساط، إما ببيان يُصدره باسيل يعتذر فيه عمّا قال، او بزيارة يقوم بها في الساعات المقبلة الى عين التينة، مع ترجيح الخيار الاول، لا سيما بعد البيان العالي السقف الذي صدر عن حركة امل معتبرا “كلام باسيل دعوة مفتوحة لفتنة ستأخذ بطريقها كل ما انجز على مستوى البلد، داعية من يعنيهم الامر لكبح جماح الرؤوس الحامية والواهمة وتدارك الامور قبل فوات الاوان”.
وتعتبر الاوساط ان حزب الله يكاد يكون الاكثر تضررا من توتر التيار–الحركة المتجه تصاعديا والمتمدد الى خارج حدود الوطن، اذ وعلى رغم وقوفه عن بعد خلف بري في ازمة المرسوم ورفضه المطلق لما صدر عن باسيل في حق رئيس المجلس، لا يمكنه ان يصطف في مقلب معاداة التيار وهو الذي اوصل رئيسه الى قصر بعبدا بعد نضال السنتين ونيف. فحسابات حزب الله الكبرى ابعد بأشواط من تكتيك الداخل ويومياته الصغيرة بسجال من هنا اوموقف من هناك مهما علا سقفه، فهو يدرك ان مصلحته العليا تقضي، في ظل التطورات الاقليمية والتسويات السياسية للازمة السورية، بالبقاء في موقع مدّ اليد لجميع القوى السياسية في الداخل وفي شكل خاص التيار الوطني الحر، حتى متى تدق ساعة الحسم وتنضج طبخة التسويات بالكامل فيضطرللعودة الى الداخل، والانخراط في العمل السياسي المحض بعد انتفاء مبررات وجوده عسكريا بقرار دولي، يجد ارضا خصبة لاحتضانه ليس على المستوى الطائفي فحسب، بل الوطني العام، فيثبت قدميه بالنسبة الاكبر من المكتسبات السياسية التي يتطلع اليها ويعد حساباتها منذ زمن. وتبعا لذلك لا مصلحة للحزب كما تختم الاوساط بالاصطفاف في العلن خلف اي موقف طائفي.
أخبار ذات صلة