25-01-2018
محليات
وعن مسألة رسالة الإحتجاج الكويتية حيال تدخلات “حزب الله” في الشأن الكويتي على خلفية “خلية العبدلي”، قال باسيل في لقاء مع صحيفة “الجريدة ” الكويتية، إن الجانب اللبناني أطلع الكويت على الإجراءات، التي قامت بها الحكومة اللبنانية حيال الرسالة الكويتية، ومن حق الكويتيين اتخاذ الإجراءات المناسبة، التي تجنبهم أي خطر يمس أمنهم وسيادتهم.
وأضاف أن على الكويت مراعاة ظروف لبنان واعتباراته الداخلية، لافتاً إلى أن الكويت “لا تعتبر هذا الأمر إرادياً وحصل عن عمد من لبنان ، لذلك فهي لا تحمّلنا تداعياته”.
وتمنى إيجاد أرضية مشتركة مع بقية دول الخليج، التي توترت معها العلاقات أخيراً، مؤكداً أن بلاده ردت على المملكة العربية السعودية فيما يتعلق بمسألة “حزب الله”، وأن الخلاف مع دول الخليج يتمثل في تسمية عمل المقاومة الذي يقوم به “حزب الله” بالإرهابي..
وفيما يلي نص اللقاء:
*للكويت تاريخ طويل ومميز من العلاقات الأخوية مع لبنان ، لكن في الآونة الأخيرة شاب تلك العلاقة ما عكر صفوها من تدخلات لـ”حزب الله” اللبناني، فما خطواتكم لإعادة البريق لتلك العلاقة، وهل ردت الحكومة اللبنانية على الرسالة الكويتية؟
– لا أعتبر أن هناك توتراً في العلاقات مع الكويت ، لأن هذا الأمر يحصل إن كان أحد الطرفين يقوم بعمل إرادي ضد الطرف الآخر، وهذا الشيء لم يحصل أبداً، فالكويت دائماً تساعد لبنان من دون مقابل، ودون أهداف سياسية أو خلفيات معينة، ولبنان يحمل المحبة للكويت، وأجزم بأنه لم يصدر، ولو مرة واحدة، أي شيء يعبر عن إرادة لبنان قيادة وشعباً ضد الكويت، وما حصل أخيراً لم نضعه في خانة فتور العلاقات، لكن هناك أحداثاً وتوترات تدور في المنطقة، وهناك أطراف لا ترغب في أن تكون علاقاتنا جيدة مع الكويت، وعليه فإن أموراً كثيرة تحدث وتسعى تلك الأطراف إلى استغلالها وتضخيمها لكي تستعمل في تخريب وتعكير العلاقات، وأي أمر يحصل أو خلاف بيننا يحتاج إلى الجلوس والتوضيح، لكي نتجنب التفسيرات الخاطئة.
وجزء من هذا الخلاف، لبنان معنيّ بتوضيحه، وخلال هذه الزيارة تم توضيحه بشكل كامل، والمتبقي يعتمد على الكويت في مراعاة ظروف لبنان واعتباراته الداخلية والرأي العام، الذي يحتاج إلى توضيح، وأؤكد مره أخرى ألا علاقة ولا رغبة للبنان فيما حدث، لكن أي عمل خاطئ من أي لبناني لا يرفع المسؤولية عن الحكومة اللبنانية، وفي المقابل لا يحملنا أحد المسؤولية كأن لبنان أراد هذا العمل مهما كان شكله أو حجمه.
*كيف تلقى الجانب الكويتي مبررات الحكومة اللبنانية في ما يتعلق بتدخلات “حزب الله”؟
– حقيقة، الأخوة في الكويت لم يحملونا يوماً من الأيام مسؤولية ما حدث ولم يكن هناك عتب علينا، وفي الوقت ذاته من حقهم أن يتخذوا الإجراءات المناسبة لكي يتجنبوا أي خطر من الممكن أن يمس أمنهم وسيادتهم، وهذا الشيء نحن في لبنان ندركه ونساعدهم فيه.
سفير لبنان
*تردد كثيراً موضوع السفير اللبناني ريان سعيد ، وأن هناك رفضاً كويتياً لهذا الاختيار، فما هي الحقيقة وهل هناك اسم جديد ؟
– سأتحدث في الموضوع بعمق، ولن أخبئ شيئاً، نعم هناك رفض كويتي، وهذا الأمر وارد أن يحصل في العلاقات الدبلوماسية، لكن ليس بالضرورة أن يكبر الموضوع عن حجمه الطبيعي، وأذكر أن مثل هذا الأمر حصل مع لبنان والفاتيكان عندما رفض السفير اللبناني وتم استبداله وتعيين غيره، وبالنسبة للكويت فمن حقها أن ترفض السفير ريان سعيد إذا كانت هناك ملاحظات معينة عليه، ومن حق لبنان أن يتريث في اختيار سفيره الجديد، لئلا يكون هناك رفض آخر، لكن هذا الموضوع لا يتعلق بالخارجية اللبنانية فقط، وكما يعرف الجميع أن التعيينات بحاجة إلى توافق ثلثي الحكومة، وإذا لم يتم هذا الأمر، فلن نستطيع أخذ أي قرار في شأن تعيين سفير جديد في الكويت.
الأزمة السورية
*تحمل لبنان خلال السنوات الماضية، وما زال، دوراً كبيراً جراء تداعيات الأزمة السورية، ما آثار ذلك، والمخارج المرتقبة للأزمة؟
– من الناحية الإنسانية، طبعاً لبنان تحمل ما لا يستطيع أي بلد بالعالم مهما كبر ومهما قوي على أن يتحمله، وهنا تقع المسؤولية على دول العالم لمساعدة لبنان والوقوف بجانبه لمساعدة اللاجئين لعودتهم وهذه المسألة للأسف شابها تقصير من دول العالم، إلا الكويت فهي من أكبر المساعدين والملتزمين بهذه المساعدات، وطلبنا من المسؤولين الكويتيين مساعدتنا ليس فقط في تحسين أوضاع السوريين في لبنان، بل في العمل على إعادتهم إلى سورية، وهذا الأمر يتطلب مساهمات اقتصادية ومبادرات سياسية.
*ما موقف لبنان من الضربات التركية على بعض المناطق والقرى السورية؟
– بالنسبة للوضع في سوريا ، فإن الحل السياسي هو الوحيد والممكن، واذا لم يأت قريباً، فإن كل وقت يمر ستزداد فيه الدماء، والنار، والأذى، فنحن مع القضاء على الإرهاب في سورية وإحلال السلام، لكن المشكلة في الوضع السوري أن هناك 80 دولة تتدخل فيها، وكل تدخل أجنبي يعمق الخلاف بين السوريين أنفسهم، ويصبح الجميع مشاركين في لعبة خارجية تزيد من فرص استمرار الوضع الصعب، لابد من رؤية سياسية يجتمع عليها السوريون، فمهما روج عن حل من الخارج يظل هشاً ولابد للسوريين أن يجلسوا لإنقاذ بلدهم.
*ما انعكاسات الأزمة في الخليج على لبنان؟
– الأزمة الخليجية خلاف مفتعل، ولا يوجد غير طاولة الحوار لحلها، ولا نستطيع في لبنان أن نتدخل إلا عبر التمنيات بأن تعود الأمور إلى مجاريها بين الأخوة الخليجيين، فنحن لا نملك القدرة، لأننا لا نعتبر عند البعض أننا نقف على مسافة واحدة من كل الدول الخليجية، ولبنان بهذا الصراع كل ما يطلبه هو الابتعاد عنه، وأؤكد أننا لن نبخل في الرأي الذي يجمع ولا يفرق، فالعالم العربي حاليا يعاني جراء هذه الأزمات المفتعلة.
“حزب الله” واليمن
*ما ردكم على مطالبة المملكة العربية السعودية للبنان بوقف تدخلات “حزب الله” في اليمن؟
– الحكومة اللبنانية ردّت على الأخوة في المملكة بأنها لا تتدخل في مشاكل الدول الداخلية، وهذا هو العرف القانوني للعلاقات الجيدة بين الدول، ولبنان يسعى إلى علاقة جيدة مع المملكة، ولا ننكر أن هناك مشاكل بين “حزب الله” والمملكة في بعض القضايا ونحن نتمنى أن يعود الوضع إلى مؤسسات الدولة، وأن يعود اللبنانيون إلى مؤسساتهم، وألا يكون هناك لبنانيون منفردون وبمعزل عن الدولة، وأعتقد أن “حزب الله” في هذه المسألة يبحث عن حل وليس تعميق المشكلة، فالخلاف مع بعض دول الخليج أن الاتهام بالإرهاب لا يصح، لأن مايقوم به “حزب الله” اللبناني عمل مقاومة وليس عملاً إرهابياً، ولا بد من إيجاد أرضية للثقة بين دول الخليج ولبنان خصوصاً في هذه المسألة، فنحن نستطيع أن نكون داعمين لبعضنا بعضاً بدلاً من أن يكون لبنان الرسمي على الحياد، وبعض الفرق اللبنانية هنا وهناك في جهات مختلفة، وعلى سبيل المثال جدير بالمملكة أن تكون على علاقة جيدة مع جميع اللبنانيين وليس مع قسم منهم.
*هل أنتم كـ”تيار وطني حر” متجهون إلى تحالف انتخابي مع رئيس الحكومة سعد الحريري؟
– نعم هناك رغبة مشتركة بيننا أن هذا التفاهم السياسي الذي عمل آلية حكم تسير بالبلد إلى الأمام، وهذا التفاهم يترجم في العملية الانتخابية، فهذه رغبة سياسية عبر عنها الطرفان لبعضهما، لكن تبقى إمكانية تحويلها إلى واقع انتخابي، لأن القانون الموجود حالياً صعب لناحية الاتفاقات باعتبار أن كل فريق يسعى إلى المزيد، وإذا وجدنا قواعد انتخابية مشتركة “بيصير لم لا؟”
*الخلاف بينكم وبين رئيس مجلس النواب نبيه بري هل كما يقال هو مواجهة بين المارونية السياسية والشيعية السياسية؟
– لا على الإطلاق… في الماضي عندما تم التفاهم مع “حزب الله”، قال البعض، إن هذا حلف ماروني شيعي ضد السنة، والآن نحن متفاهمون مع رئيس الحكومة سعد الحريري، فعاد الحديث ذاته إنه حلف ماروني سني ضد الشيعة، وفي كلا الحالتين هذه خرافة، فنحن نسعى إلى تفاهم مع كل المكونات اللبنانية، ولسنا مكوناً واحداً، فـ”التيار الوطني الحر”، وكل المكونات اللبنانية ترغب العيش بسلام، ويجب أن يتفق الجميع وكل المحاولات، التي تجري لتصوير الخلاف السياسي على أنه خلاف وجودي كياني مذهبي طائفي يريد أحد استعماله ضد الآخر لتقوية نفسه هو “وهم يعلق فيه صاحبه”.
*هل هناك لقاء وشيك مع قائد “القوات اللبنانية” سمير جعجع ؟
– لا… لا يوجد أي لقاء حالياً، لكن من الممكن إذا كان هناك اتفاق يستدعي اللقاء، إنما اللقاء لمجرد اللقاء، فلا أتصور.
*هل التسوية السياسية القائمة قادرة على تحمل الضغوط الاميركية على “حزب الله”؟
– نحن نحاول أن نبعد لبنان ، لكن إذا كانت تلك الضغوط ستؤدي إلى تفتيت لبنان والإساءة إلى لحمته فلن نرضخ لها، وإنما أي ضغط محق نتعامل مع بإيجابية.
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار